الأربعاء، 6 يوليو 2011

سليم بوخذير بعد صدور كتابه الممنوع في تونس: الثورة التونسية تعثرت في الطريق والإعلام مازال بأيدي بقايا النظام السابق



تونس ـ 'القدس العربي': قال الصحافي التونسي سليم بوخذير بعد السماح بصدور كتابه الذي كان ممنوعا في تونس زمن بن علي، إن الثورة التونسية 'اصطدمت بحجر عثرة وضعها بقايا الدكتاتورية لا سيما في قطاع الإعلام الذي لم يتحرر بعد'، بحسب تعبيره.
وفي تصريحات صحافية الجمعة قال سليم بوخذير 'لم تتمكن الثورة التونسية من تحقيق استحقاقين أساسيين بعد كل ثورة ناجحة وأعني التطهير والمحاسبة لكلّ من كان مورّطا في العهد السابق'.
وتمكن بوخذير الذي عمل مراسلا لـ'القدس العربي' في تونس وعُرف بتقاريره الجريئة التي أدت به إلى السجن والتنكيل، مؤخرا من إصدار كتابه الذي كان ممنوعا في عهد الرئيس المخلوع تحت عنوان 'لمّا سخرت من بن علي' وجمع فيه مجمل النصوص الكاريكاتورية الساخرة من الرئيس المخلوع ومن عائلته ونظامه التي كان نشرها بوخذير بالخارج في السنوات الماضية وتعرّض بسببها إلى ملاحقة أجهزة البوليس السياسي في تونس وإلى المنع من السفر والإختطاف والضرب المبرح.
وقال بوخذير 'للأسف مازالت عديد القيادات الصحافية المتورطة سابقا في التهليل والتكبير لبن علي وطمس الحقائق وتشويه سمعة المعارضين والثوار ممسكة بتلابيب أهم المؤسسات الصحافية وبعيدة عن المحاسبة وممتنعة عن الإعتذار للشعب ولأهل المهنة عن إنتهاكاتهم لميثاق شرف الصحفي لسنوات'.
وأضاف 'لم تتغير قيادات وسائل الإعلام ولذلك تواصل تسليط سيف الرقابة بعديد الصحف وقنوات التلفزيون، وتواصل منع معارضين عديدين من الظهور بالتلفزيون خوفا من كشفهم للمورّطين مع بن علي' .
وتابع 'إنّه من المؤسف أنّني مازلت ممنوعا في التلفزيون الرسمي ومثلي الصحافيين وتوفيق بن بريك والفاهم بوكدوس'.
وقال 'سوف أصدر صحيفة ساخرة رغما عن كل بقايا بن علي ورغم قلة ذات اليد، وسيكتب معي فيها زميليّ بن بريك وبوكدوس وستكون صوت الفقراء في تونس.. الفقراء الذين قاموا بالثورة ونسيهم لصوص الثورة'.
وأضاف أنّ'الصحيفة إسمها 'القطّوس'(القطّ بالعامية التونسية) وسيكون سعرها 199 مليما تونسيا (1 على 10 من دولار واحد) وستكون ضاحكة لتسخر من كل أعداء الثورة'.
وعُرف بوخذير وبن بريك وبوكدوس بأنهم من الصحافيين النادرين الذين تصدوا في كتاباتهم إلى نظام الرئيس المخلوع ودفعوا فواتير باهظة جزاء ذلك بين تنكيل واعتقال ونيل من الحقوق المدنية.
وأحرز ثلاثتهم جوائز دولية عديدة زمن الرئيس المخلوع وبعد فراره إلى السعودية، آخرها الجائزة العالمية لحرية الصحافة لعام 2011 التي يمنحها الرئيس الإيطالي التي أحرزها في حفل أقيم أمس بمدينة لوكا الإيطالية توفيق بريك.