الخميس، 7 يوليو 2011

دلائل تعزز تورط النظام الجزائري ببث الفوضى في تونس وليبيا ‎

معارض جزائري يكشف عن محاولات استخبارية وإعلامية تقودها حكومة بلاده لإفشال الثورة
في ليبيا وإرباك الأوضاع في تونس



لندن/برلين ـ أكد العضو المؤسس في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة الدبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، أن النظام الجزائري ليس محايدا في الشأنين التونسي والليبي، وأنه يسعى من خلال عدة وسائل إلى بث الفوضى والرعب لإجهاض الثورة في كل من تونس وليبيا.

وذكر زيتوت أن السلطات الجزائرية عززت من طاقمها الاستخباراتي في تونس، لإرباك الثورة من الداخل والالتفاف عليها.

وقال "لقد أكدت منذ بداية الثورة في تونس أن النظام الجزائري سيعمل على إفشال الثورة في تونس وليبيا، وقد تأكد لدينا اليوم أن النظام الجزائري عزز من طاقمه الاستخباري داخل السفارة الجزائرية في تونس، ومن العملاء له على الأرض، وأنه يعمل على إرباك الوضع في تونس على عدة مستويات من بينها".

وأضاف "الأول أنها تدعم القوى المقربة منها في تونس، وهي قوى قريبة في الغالب من النظام السابق، والثاني استخدام ورقة الإسلاميين المسلحين والسلفيين من خلال تسهيل مرورهم إلى تونس واختراقهم من الداخل، وهذه للحقيقة جماعات موجودة في الأصل لكن النظام الجزائري تستخدمها لأهدافها، دون أن ننفي وجود تيارات يسارية متطرفة تستفيد من ذلك".

وتابع قائلا "الاتجاه الثالث يتمثل في شن حملة إعلامية ضخمة لتخريب الاقتصاد وضرب السياحة التونسية من خلال نشر معلومات عن انعدام الأمن واختطاف الجزائريين من السواحل التونسية، والهدف من ذلك إضعاف الاقتصاد التونسي مما يقوي من القوى المعادية للثورة داخل السلطة التونسية وخارجها حتى يصبح الانقلاب وكأنه مطلب شعبي".

على صعيد آخر، كشف زيتوت النقاب عن أن سياسة النظام الجزائري في ليبيا مستمرة في الانحياز للقذافي على حساب الثوار. وقال "فكرة الدعم الجزائري الرسمي للعقيد القذافي تتأكد لدينا يوما بعد يوم، ففي أواخر حزيران (يونيو) الماضي على سبيل المثال، تم تخريج دفعة جديدة من الضباط العسكريين من مدرسة شرشال العسكرية، وكان من بينهم ضباط ليبيون يحملون العلم الليبي، على الرغم من أن الجهات الرسمية حرصت على عدم إظهار ذلك، لكننا نملك صورا توثيقية لهؤلاء، وهناك معلومات متواترة عن أن الجزائر تمد العقيد القذافي بالأسلحة والذخائر تحت ما يسمى مساعدة الشعب الليبي بالمواد الغذائية، إضافة لأنواع أخرى من الدعم اللوجستي والتقني".

وأشار زيتوت إلى أن الهدف من كل ذلك هو إجهاض الثورات الشعبية قبل وصولها إلى الجزائر. وقال "لقد بات من الواضح جدا أن الجزائر تقود مشروع إجهاض الثورات الشعبية العربية في المغرب الكبير بينما السعودية تقود مشروع إجهاض الثورات الشعبية في المشرق العربي. وأعتقد أن الجزائر إنما تربك الثورة في تونس وتسعى لإفشالها في ليبيا أو فرض التقسيم على الأرض لإضعاف قوى التغيير في المنطقة بما فيها الجزائر، وتخويف الجزائريين من أن أي محاولة للثورة ضد النظام ستؤدي إلى فوضى عارمة".

من جانب آخر، أكد القيادي في المعارضة الليبية فرج أبو العشة أن الثوار الليبيين يملكون أدلة قاطعة وقرائن قوية على العلاقة بين النظامين الجزائري والليبي في طرابلس، وأن قنوات التواصل بينهما تتم عبر القناتين الأمنية والعسكرية.

وأعرب أبو العشة عن أسفه لاختيار النظام الجزائري الرهان على ما وصفه بـ "الجواد الخاسر" في ليبيا، ممثلا في نظام العقيد القذافي.

وقال "لدى المجلس الانتقالي أدلة ومستندات وقرائن قوية على العلاقة بين النظامين الجزائري والليبي في محاربة الثوار، وقنوات التواصل بينهما أمنية استخباراتية، وواضح أن الجزائر مصدر من مصادر القذافي بالسيارات رباعية الدفع وبالذخائر وتجنيد المرتزقة، والآن هناك مناوشات بين المغرب والجزائر على أساس أن المغرب مع الثوار والجزائر مع النظام، هذه حقائق واضحة ودقيقة سيأتي وقت إعلانها".

وأضاف "الثورة في ليبيا مسألة مخيفة للنظام الجزائري، ومن الواضح للجميع أن معركة الجزائر معركة خاسرة، وهي تراهن على جثة ميتة، فنظام القذافي مات، وبدل أن أن تكسب الجزائر الشعب الليبي وهو في أمس الحاجة لها تختار العكس، طبعا نحن في ليبيا نقدر تماما الموقف التونسي وتضامنه مع الشعب الليبي، وليبيا مقبلة على أن تكون ورشة عمل، وسيكون فيها متسع لعمال عرب وكل الشعوب لها أولوياتها، وللأسف الشديد فموقف النظام الجزائري سيرسم نقطة بغيضة بين الشعب الليبي والنظام الجزائري".

وانتقد أبو العشة إطلاق صفة "ثوار الناتو" على الثوار الليبيين، وقال "هذا نعت مهين، وهو إهانة للشعب الليبي، النظام الجزائري وجوقته الإعلامية يهينون الشعب الليبي، والتدخل الدولي عبر الناتو حدث بعد شهر من انطلاق الثورة في ليبيا، والعالم كله يتفرج على ذبح القذافي للشعب الليبي، لذلك فهذا التدخل تدخل عادل ولو لم يحدث لأباد القذافي مئات الآلاف من الليبيين".

وأضاف "وصف الثوار الليبيين بأنهم ثوار الناتو سخيف، والنظام الجزائري لا يحق له الحديث عن الناتو وهو على علاقة وثيقة مع الأميركيين الذين يمرحون في الصحراء الجزائرية كما يريدون، فالنظام الجزائري نظام عصابات".

وأكد أبو العشة أن المجلس الانتقالي والثوار لن يقبلوا بالقذافي لا محاورا ولا شريكا في مستقبل ليبيا. وقال "لا يوجد أحد من الليبيين يقبل بالقذافي شريكا في المشهد السياسي الليبي، فقد كان مطلب الليبيين في البداية رحيل القذافي عن السلطة وبعد القرار الاتهامي فإن المكان الطبيعي للقذافي في ليبيا هو قفص الاتهام". (قدس برس)