السبت، 29 سبتمبر 2012

صديق الفتاة المغتصبة : أحد الأعوان اغتصبها أمامي... سأتزوجها وحياتي في خطر



وجدت قضية اغتصاب الفتاة من قبل عوني أمن اهتماما كبيرا في الأوساط التونسية وحتى العالمية لتتحول الي قضية رأي عام وخاصة أنها تحولت من ضحية الى متهمة مع صديقها بالقيام بعمل فاحش في الطريق العام وأصبحا الاثنان مهدّدين بالسجن. تصريحات الضحية هزّت الرأي العام، وشغلت الجميع وخاصة أنها أكدت أن مرافقها لم يتخلّ عنها بل دعمها وساندها معنويا لذلك اتصلنا بصديقها المهندس الذي فتح قلبه لـ«الشروق» ليروي تفاصيل جديدة ودقيقة عن هذه الجريمة.

لقد كنت حاضرا حين اغتصب العون الثاني صديقتك، لو تروي لنا التفاصيل؟



بعد أن كنت أبحث عن موزّع إلكتروني لأسحب مبلغ 300 دينار لأعطيها لعون الأمن الثالث عدت الى سيارة الشرطة فوجدت أحد الأعوان الثلاثة بصدد اغتصاب صديقتي وعندما هممت بفتح الباب حاولوا إيقافي مستعملين الغاز المخدّر.




مشهد مرعب لو تحاول استرجاع تفاصيله ليصل صوتك للرأي العام الذي يتابع قضيتكما بشغف؟




الكلمة المناسبة لعنونة هذا المشهد هي الوحشية، فقد كان يغتصبها في سيارة الشرطة نوع «ألفاروميو» بيضاء اللون، والضابط الثاني الذي وجدته يمارس معها الجنس يمسكها بطريقة مقرفة.




لماذا لم تحاول إنقاذها من الاغتصاب وخاصة حين وجدت العون الثاني وهو يمارس الجنس معها؟




لقد حاولت وبدأت بالصراخ ومحاولة فتح السيارة ولكنهم كانوا ثلاثة وعنفوني وحاولوا منعي من الوصول الى صديقتي وبعدها تركها لعون ثان وطلبوا مني أن أغادر برفقتها بصمت.




اغتصاب صديقتك دام مدة ساعة وربع أين كنت في تلك الفترة؟




لقد كنت مع عون الأمن الثالث نبحث عن موزع آلي بجهة عين زغوان فكان الموزع الأول غير صالح للاستعمال فتوجهنا الى موزع ثان ثم ثالث ثم رابع الا ان جميعها لم تشتغل فتعهدت له بإحضار الأموال ووعدني بإخلاء سبيلي وتركني على مقربة من منزلي وغادر بالسيارة للعودة الى زملائه الا أني توجهت في غفلة منه الى مكان الواقعة أين شاهدت مرافقتي تغتصب بطريقة وحشية من قبل أحد العونين.




كيف اتخذتما قرار تقديم شكوى ضد أعوان الأمن الثلاثة؟




أولا عندما قدّمت الشكوى كنت أعتقد انهم ليسوا أعوان أمن بل متحيلون لأني لم أتوقع أن يغتصب رجال الأمن صديقتي وحتى أنني شككت في السيارة بأنها ليست لهم ولكن عندما اتجهت برفقة صديقتي لتقديم الشكوى وجدتهم هناك وكأنهم لم يقترفوا أي جريمة.




كيف كانت ردّة فعلهم حين وجدوك في مركز الأمن؟




صدّموا في أول الأمر ثم بدأوا يحاولون اقناعي بالعدول عن تقديم الشكوى حيث بدأ أحدهم يترجاني قائلا «أرجوك ساعدني سأتزوج في الصيف المقبل وأضاف العون الثاني بأنه بصدد الترسيم في عمله» ولكني لم أستطع مسامحتهما كلما تذكرت المشهد.




كيف حاولوا تشويه صورة الفتاة المغتصبة ووصفوا بأنها «منحلة» لإقناعك بالتراجع؟




هذا صحيح فقد أصر الثلاثة معا على أنها فتاة منحلة ولا تستحق مني المساعدة وبأنها «عاهرة» ولكن لم أحرك ساكنا ولم أهتم وتمسكت بموقفي.




هل ستتطوّر علاقتك بالفتاة وتصبح رسمية أكثر؟




سأتزوجها ولن أتركها في هذا المأزق ولأني لست جبانا وهي ضحية عملية اغتصاب شنيعة وكنت شاهدا عليها ولن ننسى هذا اللحظات الأليمة ولا أظن انها ستنسى.




خالد طروش الناطق الرسمي باسم الداخلية صرّح يوم 11 سبتمبر ان الدورية التي ارتكبت الحادثة عثرت عليك أنت والفتاة المعنية في وضع لا أخلاقي؟




لقد صدمتني التصريحات وذهلت منها لأنه عندما عثروا علينا كنا نتحدث فقط وكيف لمسؤول أمني ان يصرّح بكلام كهذا أمام الرأي العام في ندوة صحفية.




هل تعرّضت لتهديدات حتى تتراجع عن اتهاماتك لأعوان الأمن؟




أريد ان أوجه من خلال جريدتكم نداء الى الرأي العام وأقول ان حياتي مهددة وأنا خائف على حياتي لذلك تركت منزلي الحالي وهناك بعض الأعوان الذين يتواجدون أمامه ولن أتراجع في دفاعي عن حق صديقتي من استرجاع كرامتها.




أين عائلتك من كل هذا؟




بدأت ألمح لعائلتي وسأصارحهم بالحقيقة لأن حياتي مهددة.




يوم الثلاثاء موعدكم الثاني أمام قاضي التحقيق بتهمة القيام بفاحشة في الطريق العام؟




نعم أنا مستعد للمواجهة وخائف كثيرا على صديقتي لأن عائلتها لا تعلم وخاصة والدها.




المجتمع المدني والمنظمات والرأي العام يساندكم هل هذا سيساعدكم معنويا؟


بالطبع وهذا يزيدني اصرارا بأني في الطريق الصحيح ولن أتراجع أبدا وسأدافع عن زوجتي المستقبلية الى آخر لحظة في حياتي.

«الشروق»