الثلاثاء، 14 فبراير 2012

كلينتون تأسف "لتصعيد العنف" في سوريا وترحب بمحادثات تونس

واشنطن (ا ف ب) - قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين ان تصعيد حملة القمع العسكري في عدد من المدن السورية امر مؤسف ورحبت باللقاء الذي سيعقد قريبا في تونس معتبرة انه فرصة لتصعيد الضغط على دمشق.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان واشنطن ستعمل مع انقرة لمعالجة المشاكل الانسانية الناجمة عن الازمة في سوريا والتمكن من ادخال مساعدات عاجلة.
وكررت الوزيرة الاميركية تحفظ البيت الابيض ووزارة الخارجية على جدوى ارسال قوات لحفظ السلام في سوريا في ظل نظام بشار الاسد.
وقالت كلينتون في واشنطن "من المؤسف ان يعمد النظام الى تصعيد العنف في مدن داخل البلاد خصوصا عبر استخدام المدفعية وقذائف الدبابات ضد مدنيين ابرياء".
وكان الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني قال امس ان واشنطن تدرس فكرة الجامعة العربية ارسال قوة سلام الى سوريا، لكنه اشار الى ان قوة مماثلة يمكن ان تبدأ مهمتها اذا كان هناك "سلام لحفظه ونعلم ان الامر ليس كذلك".
اما المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند فاشارت الى "صعوبات عدة" في هذا الملف، موضحة انه "ينبغي قبل كل شىء صدور قرار جديد من مجلس الامن الدولي".
واضاف ان "الحصول على قرار ايا تكن طبيعته صعب"، في اشارة الى الفيتو الروسي والصيني الذي حال دون صدور قرار دولي يدين القمع في سوريا.
ونشرت الولايات المتحدة اخيرا على الانترنت ما قالت انه "صورا سرية التقطت بواسطة الاقمار الصناعية" لكشف وجود دبابات ومدفعية في مدينة حمص التي تشكل معقل الحركة الاحتجاجية في سوريا.
كما نشرت صورا تظهر نشر مدفعية قرب الزبداني ورنكوس وحلبون بينما يؤكد ناشطون ان اكثر من ستة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الحركة الاحتجاجية التي تقمعها السلطات السورية بعنف.
من جهة اخرى، قالت كلينتون ان واشنطن "تتطلع للانضمام الى مبادرة الجامعة العربية لمجموعة +اصدقاء سوريا+" التي ستعقد اول اجتماع لها في تونس في 24 شباط/فبراير.
وفي اطار سعي الولايات المتحدة للالتفاف على المأزق الذي ادى اليه استخدام روسيا والصين حقض النقض (الفيتو) لمنع تبني قرار ضد دمشق في مجلس الامن الدولي، قالت كلينتون انها ستعمل مع مجموعة اصدقاء سوريا في العالم لدعم الاهداف السلمية للمعارضة.
وقالت انها ستعمل مع نظيرها التركي على "تكثيف الضغط الدبلوماسي على النظام (السوري) ليوقف حملة العنف التي يشنها". واضافت "سنعزز عقوباتنا المحددة الاهداف وندعو الاسرة الدولية الى ادانة اعمال نظام الاسد".
وتابعت "سنعزز دعمنا للمعارضة داخل سوريا وخارجها وسنعمل بشكل وثيق مع تركيا خصوصا وشركاء آخرين لمعالجة القلق الانساني المتزايد للذين يعانون".
واضافت كلينتون "نحن عازمون على العمل للسماح بادخال مواد طبية ومساعدة عاجلة والوصول الى المصابين والقتلى" في سوريا، بدون ان توضح طريقة ادخال هذه المواد.
وتابعت وزيرة الخارجية الاميركية ان واشنطن ستزيد المساعدة المالية لمنظمات مثل الهلال الاحمر والصليب الاحمر وستعمل في الوقت نفسه مباشرة مع مجموعات سورية لمساعدة المحرومين من الكهرباء والغذاء والمياة النقية.
واضافت ان واشنطن ستعمل مه انقرة وغيرها "لتشجيع العملية السياسية" بما ان السوريين يستحقون "مستقبلا ديموقراطيا لا يضم حكومة قمعية وارهابا وقمعا من جانب متطرفين".
وكرر داود اوغلو الذي التقى ايضا وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا، الافكار التي طرحتها كلينتون.
وقال "ينبغي اطلاق مبادرة انسانية جديدة تتيح الوصول الى الاشخاص الذين يعانون بسبب النقص في المواد الغذائية والادوية في كل انحاء سوريا".
واوضح الوزير التركي انه بحث مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد في مبادرة بلاده بالتعاون مع المنظمة الدولية للسماح بايصال المساعدات الانسانية.
ورحب داود اوغلو باجتماع تونس معتبرا انه "سيشكل منبرا دوليا مهما لاظهار تضامننا مع الشعب السوري ولتوجيه رسالة قوية وواضحة الى النظام السوري انه لا يستطيع مواصلة" القمع.