الجمعة، 25 نوفمبر 2011

تونس: الاحتجاجات تستعيد زخمها في الداخل مواجهات عنيفة ومحاولة اقتحام مقر «النهضة»

استعادت الحركة الاحتجاجية التونسية زخمها في المناطق الداخلية المهمشة أمس، مع اندلاع مواجهات عنيفة بين متظاهرين وعناصر قوى الأمن في ولايتي، قفصة التي فرض فيها حظر للتجوال والقصرين. وقام المتظاهرون في الولايتين بإحراق عدد من المراكز الامنية ومكاتب الشركات والمصارف، كما حاولوا اقتحام مركز لحزب «النهضة» الإسلامي الذي استحوذ على أكبر عدد من مقاعد المجلس التأسيسي. وقال شهود عيان ومصادر رسمية إن شبانا غاضبين من نتائج مناظرة للتشغيل في شركة الفوسفات، خرجوا في تظاهرات عديدة في ولاية قفصة تخللتها أعمال عنف. وقال أحد سكان المنطقة ويدعى الهادي الرداوي إن «هناك اعمال شغب في (بلدتي) أم العرائس والمظيلة بدأت أمس (الأول). تم حرق أقسام للشرطة ومبان لشركة فوسفات قفصة ومكتب للتشغيل». وقال مصدر رسمي ان السلطات فرضت حظرا للتجوال بقفصة من السابعة مساء الى السادسة صباحا ابتداء من أمس، سعيا لاخماد الاحتجاجات. 

وقالت مواطنة تدعى امان بن عبد الله «تم اتلاف كل شيء. اغلب المحلات مغلقة والطرق مسدودة. لقد تم حرق اغلب المباني في المنطقة. الامر يثير الرعب هنا. السلطة مازالت تتجاهل المنطقة والعواقب ستكون وخيمة»، فيما أفادت مصادر بأن قوى الامن انسحبت من المظيلة، بعدما استخدمت في عدد من مواقع المواجهات في الولاية الغاز المسيل للدموع، ولجأ الجيش إلى إطلاق النار في الهواء. وفي القصرين، التي شهدت أعنف المواجهات مع القوى الامنية خلال أحداث الثورة، تحولت المسيرات السلمية التي شهدتها المدينة صباح أمس الأول إلى احتجاجات عنيفة بعد محاولة اقتحام مقر حزب «النهضة «في المدينة. وبعد فشل اقتحام المقر الجهوي لحركة «النهضة» حاول المحتجون اقتحام السجن المدني فقامت قوات الأمن والجيش باستعمال القنابل المسيلة للدموع. وقال شهود عيان إن المحتجين قاموا بتكسير بعض الأرصفة فيما أغلقت المحلات والمؤسسات أبوابها خوفا من تطور الأوضاع. ووصلت الاحتجاجات إلى مدينة تالة حيث تم حرق إحدى المؤسسات الأمنية وسيارتي شرطة. وكانت مدينة القصرين شهدت صباح امس الأول خروج مئات التلاميذ والطلبة في مسيرة احتجاجية جابت شوارع المدينة احتجاجا على إسقاط عدد من أسماء الشهداء الذين سقطوا في الثورة في كل من القصرين وسيدي بوزيد. («السفير»، ا ف ب)