الجمعة، 2 نوفمبر 2012

بيان الشيخ الخطيب الإدريسي حول الأحداث الأخيرة في البلاد



بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

ولا عدوان إلا على الظالمين

أما بعد ،
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو سمعه " رواه أحمد وابن حبان بسند صحيح
إذا كنا مسلمين أليست دماؤنا وأموالنا وأعراضنا علينا حرام كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه "
فلماذا قتل المسلمين بهذه السهولة ؟ ثم يترك الأمر بدون محاسبة كأن شيئاً لم يكن ؟
وهل هانت دماء المسلمين وهي عند الله ليست كذلك ؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم " رواه الترمذي والنسائي بسند صحيح .
بل المسلم أعظم حرمة من الكعبة بيت الله الحرام فقد روى أبن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه نظر إلى الكعبة فقال : "ما أعظم حرمتك وما أعظم حقك وللمسلم أعظم حرمةً منك. حرّم الله ماله وحرّم دمه وحرم عرضه وأذاه وأن يُظنّ به سوء"

فأي ديمقراطية هذه التي يسوّقونها لنا وبضاعتها ظاهرها الحرية وباطنها القتل والسجن لمن أباها دينا ؟
ولماذا يداهم الملتزم بدينه في بيته ويُروّع بالجنود المدجّجين بالسلاح في حين أن المجرم الحقيقي يتسكّع طليقاً عوض أن يُعجّل به بل يستعملونه للاعتداء على أهل الدين ؟

والجواب أن الأمر مُدبّر لإيقاع البلاد في فتنة وعندها يقلّب الفتّان كفّيه ندماً على ما بثّ فيها وزرع .

إنّي أدعو المسلمين جميعاً أن يملكوا أنفسهم عند الغضب ... فإن المستهدف هو الإسلام وليست شريحة بعينها ولا حزباً ... لعلم العدو أن الملتزم بدينه هو أشد غيرةً على المقدسات
لذلك فإنهم من حين إلى آخر يستفزونه للإيقاع به باستعداء الخائفين الذين لا تهمهم إلا دنياهم عليه.

يجب علينا أن نمر من هذه المرحلة الصعبة بأقل الأخطاء والخسائر فإنها ليست الحاسمة ، وبلادنا جزء من أمة لا تتحمل أعباء كل أزماتها بل هي تساهم وتشارك دون توان في رفع المظلمة على الشعوب المسلمة برجالها ومالها .
وإذا كنا لا نضبط أنفسنا عند الاحتجاج كالتظاهرات فلماذا نخرج والعدو قد نصب فخاخه ينتظر ليقتل أو ليسجن ودون نتيجة ، نعود من المظاهرة وقد تركنا قتلى أو سجناء وحقق العدو غرضه بسبب حماستنا دون ضبطها.
إن المسلم المخالف لأخيه المسلم ليس عدواً له فلنعمل جميعاً على تفويت الفرصة على العدو الحقيقي الخارجي الذي يدير المعركة معنا بربائبه في داخل البلاد ، المتسلطين على الثروة والإعلام ومفاصل الدولة ومصالح البلاد العامة.

وإني اطمئن المسلمين أنه لا رجعة للحكم الجبري بإذن الله ، ذلك وعد الله . انتظروا سقوط الأنظمة الأخرى فإن العهد قريب .

وإني أناشد وبإلحاح الحكومة أن تعجّل بإطلاق سراح من سُجنوا بغير مااكتسبوا غير أنهم قالوا ربنا الله وهو ما يثير حفيظة العلمانيين واليساريين المدعومين من سادتهم خارج البلاد.

وإني أذكر أن الله استخلف الحكومة ليحسنوا لشعوبهم لا ليرضوا أعداءهم ، فإن الله تعالى قد قال : ( ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون )
وإن الله قادر عليكم إذا لم تعدلوا ... كما قدر على الذين ظلموا من قبلكم

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد


الشيخ الخطيب الإدريسي حفظه الله