الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

تونس تنتقد تدخل أميركا بقضية نسمة


انتقدت تونس السفير الأميركي في البلاد جوردن جراي على خلفية تصريحاته بشأن إدانة مدير قناة (نسمة تي في) نبيل القروي بسبب عرض فيلم العام الماضي جسد في أحد مشاهده الذات الإلهية.

وقضى القضاء التونسي على مدير القناة التونسية الخاصة في 3 مايو/ أيار الجاري بدفع غرامة مالية قدرها 2400 دينار (1500 دولار) بسبب بث القناة للشريط الكارتوني "بيرسيبوليس" (بلاد فارس) الذي جسد في أحد مشاهده الذات الإلهية في أكتوبر/ تشرين الأول 2011.

وأدين مدير القناة نبيل القروي بتهمة "عرض شريط أجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة" لكن محاميه قالوا إنهم سيستأنفون الحكم.

وقضت المحكمة بتغريم هادي بوغنيم المسؤول عن البرمجة في تلفزيون نسمة ونادية جمال رئيسة جمعية (صوت وصورة المرأة) غير الحكومية التي دبلجت الفيلم إلى اللهجة التونسية 1200 دينار (750 دولارا) على كل واحد منهما، واعتبرتهما شريكين للقروي في الجريمة.

وفور صدور الحكم قال السفير الأميركي في بيان له إن هذه الإدانة "تطرح مخاوف حقيقية بشأن التسامح وحرية التعبير في تونس الجديدة". وأضاف "أشعر بقلق بالغ وخيبة أمل عقب إدانة بث قناة نسمة لفيلم صور متحركة سبق الموافقة على توزيعه من قبل الحكومة التونسية".

وقال السفير إن للقروي "الحق في استئناف الحكم ونأمل أن تجد هذه القضية طريقها إلى الحل بطريقة تضمن حرية التعبير وهو حق من حقوق الإنسان الأساسية لم يتمتع به التونسيون في عهد (الرئيس المخلوع) زين العابدين بن علي".

واعتبرت الخارجية التونسية أن هذا التصريح يعد تدخلا في الشأن القضائي بتونس، مضيفة أن تونس "تحرص على عدم التدخل في مجريات القضاء" وأن "حرية التعبير ستظل حقا مشروعا يكفله القانون".

وقالت الوزارة في بيان نشرته وسائل إعلام محلية الثلاثاء إن "الحكومة التونسية تلقت ببالغ الاستغراب تصريح السفير الأميركي الذي قال إن الحكم تسبب له في خيبة أمل".

ودعت الخارجية إلى أن تكون العلاقات مع الولايات المتحدة "مبنية على التفاهم والتشاور والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة واحترام سيادة البلدين".

ويروي الفيلم الذي أخرجته الفرنسية من أصل إيراني مرجان ساترابي طفولة فتاة إيرانية من عائلة متحررة عايشت أجواء الثورة الإسلامية في إيران والتي اندلعت سنة 1979 وأوصلت الإمام آية الله الخميني إلى الحكم.

وتضمن الفيلم لقطة بدقيقتين لفتاة صغيرة تتحدث مع شخص وصف بأنه الذات الإلهية (تعالى الله عما يقولون علو كبيرا).

وتسبب عرض الفيلم في أعمال عنف، استهدفت القناة وصاحبها، بينما طالبت جماعات سلفية بإغلاق تلفزيون نسمة وإعدام نبيل القروي بسبب "استهزائه بالمقدسات الإسلامية".
المصدر:وكالات