الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

قبل ظهور بهتان المسيس

بعد فرار "ابن تونس البارّ" و"باعث" التغيير المجيد، وجدتني أرثي لحال "أبواقه" الذين لعن بعضهم بعضا ولعنوا أنفسهم على الهواء مباشرة وتأسفوا على ما كان منهم! ... وكان لآخرين الجرأة على قلب "الفيستة" دون سابق إنذار أو تمهيد، ... غيروا خطابهم واندسوا في "الزّفّة" وكأن شيئا لم يكن، وواصلوا أسلوبهم في التمعش على الإثارة والكذب مع تغيير الأسماء والمواقع فقط!

أما كبيرهم، الناطق غير الرسمي باسم "سيادة الرئيس" وآله "الأطهار" من الطرابلسية "الأخيار" الذي استمات حتى أخر لحظة في الدفاع بلسان حادّ وصدر عار ضدّ الإعلام "المضلل" وقصف الجزيرة المركّز الذي رادفه "المسيس" بالقصف الإسرائيلي على غزة، فقد اختفى شأنه شأن كبار القادة الذين إذا خسروا رهانا أعدموا أنفسهم أو غيروا أسماءهم وانتقلوا إلى أرض لا يعرفهم فيها أحد!
كان "المسيس" وهو يطلق عقيرته بالصياح يعتقد أن الهبة الشعبية سحابة صيف زائلة، وأن عليه أن يستثمرها وينمي بها رصيده المادي والمعنوي، بل ربما كان يطمع أن ترشحه يوما ما ـ وهو أحد رجال "الستّ" ـ ليرث الكرسي ويكون وصيا على وليّ العهد وأمّه، ولكن حساباته أخطأت ورهاناته سقطت في ماء السحابة التي تحولت إلى إعصار عصف بالسيد والسيدة وآلهم!
 دخل "المسيّس" قوقعته وتوارى عن الأنظار وصمت، فقلنا في هذه وجب احترامه والإعتراف له بخصلة حتى يظهر، وكنا نهم بتوجيه تحية له عبر الأثير اعتقادا منا بأنه أراد أن "يكرم لحيته" ولا يمرغها في التراب مرتين، رغم سماعنا بأنه ينشط من وراء الستائر ويعد البرامج "لباعث القناة"، فقد أعرضنا عنه رحمة بذليل ازداد ذلاّ!
ولكن حملات دعائية تبشرنا هذه الأيام بقرب فرج "الإمام الغائب" وظهوره مجددا ليرد على الأسئلة وليشرح مواقفه ودفاعه المستميت عن "المخلوع"، وإن كنا لا ندري أهو قراره الشخصي اتخذه بعد أن تأمل تجربته واستعاد توازنه وشحذ لسانه من جديد، أم هو طلب من "باعث القناة" اعتقادا منه بأن المسيس قد ينفعه في مقبلات الأيام وهو قادم على مشروع كبير!
ربما يقول "المسيس" غلطوني أو هدّدوني، وربما يعتمد "برقماتيته" المعتادة في التحليل ويقول ضعفت وأغراني المال غير المحدود لوكالة الاتصال الخارجي، و"قصر رادس" والجاه والمنصب، و"ما أنا إلا بشر"، و"لكن لدي الجرأة لنقد نفسي وتغيير مساري"، وقد يكون لديه ما يكفي من "جرأة" لطلب العفو من الشعب التونسي ومن النخب التي كان ينهشها!
طبعا سيقول بأنه لم يكن على درجة من الابتذال التي كان عليها غيره وأنه لم ينزل في خصومته ودفاعه عن "سيادة الرئيس زين العابدين بن علي" إلى الضرب تحت الحزام واستعمال قاموس القمامات الصفراء، وأكثر من ذلك سينتقي سطورا من "بعده الآخر" ليقول بأنه أحيانا كان ناقدا وأن مدحه ودفاعه لم يكن شيكا على بياض!
 لن أكون مع طوابير المنتظرين لطلعته البهية، ولست ممن شرّفت قناة "الباعث" داره! ... ولكن هنيئا "للمسيس" قدرة الثورة المضادة على إيقاف الثورة عند الأبواب الخارجية "للقناة" وحمايتها له من أن يكون ككرة تتقاذفها الأرجل!
 وهنيئا له قدرة الأجهزة على تكبيل القضاء حتى لا يتابع مجرمي العهد السابق، أو يسترجع منهم أموالا قبضوها مقابل التضليل والكذب والدجل! وهنيئا له استمرار إعلام "بن علي" في دوره! ... ولكن أرجو أن لا تخطئ حسابات "المسيس" مرة أخرى، فربما واصلت ثورة جديدة التقدم من حيث وقفت الأولى!
 وفي الختام همسة لباعث القناة: "لن ينفعك لسان بهتان ولا جبة فلان"!
صـابر التونسي
 31 جويلية 2011