السبت، 3 مارس 2012

علي العريّض: الأمن لن يستعمل العنف في الملاعب إلاّ...

قال السيد علي العريّض وزير الداخلية، في معرض حديثه عن السبل الكفيلة بمقاومة العنف في الملاعب الرياضية، أن رجال الأمن لن يستعملوا القوة ضد الجماهير إلاّ في الحالات القصوى.
وأضاف أن الحالات القصوى هي عندما يكون الأمن العام مهددا من فئة من الجماهير التي قد تتبادل العنف فيما بينها أو تعتدي على المواطنين والأملاك العامة والخاصة.
وأوضح وزير الداخلية في تصريح خاص بـ"الصباح نيوز" على هامش مشاركته صباح اليوم في الملتقى الوطني الأول حول مقاومة العنف في الملاعب أن الأمن "عنصر مكمّل" لدور بقية الأطراف الوطنية المعنية بظاهرة العنف في الرياضة وقال أن "تدخل جهاز الدولة يجب أن يكون أقل تدخل".
وأقر العريّض في نفس السياق أن "استقرار الأوضاع العامة في البلاد سيساعد على مواجهة العنف في الرياضة".

وداعا لـ"الويكلو"
وانتقد علي العريّض بشدّة قرار "الويكلو" (اللعب دون جمهور) وقال في تصريحه لـ"الصباح نيوز" أن الرياضة "احتفالية جماهيرية أو لا تكون" وأن الرياضة بلا جمهور هي "لارياضة".
وأضاف وزير الداخلية أن "الويكلو" وضع لا يستقيم ويجب إيجاد حلول جذرية له واعتبر أنه يجب أن يكون "إجراء استثنائيا" وآخر حل يتم اللجوء إليه في الحالات القصوى ووعد بأن ذلك "سيتم قريبا جدا".
وكان وزير الداخلية افتتح صباح اليوم رفقة طارق ذياب وزير الشباب والرياضة الملتقى الوطني الأول حول مقاومة العنف في الملاعب.
وقد التأم الملتقى تحت شعار "لا تقتلوا الرياضة" وحضر جلسته الافتتاحية عدد كبير من المسيرين في الأندية والجامعات الرياضية والإعلاميين وحتى من الأحزاب السياسية.

خارطة طريق
وفي كلمته لدى افتتاح الملتقى، حلل علي العريّض ظاهرة العنف في الملاعب الرياضية من زاوية سوسيولوجية ونفسية وقال في معرض تحليله أن أضرار العنف ليست التكسير والشعارات المسيئة فقط بل أن خطورته تكمن في أنه يزرع بذور الحقد والكره في المجتمع وخصوصا لدى الأطفال ولأن العنف يؤدّي إلى الفتنة واستشهد في ذلك بقول ابن خلدون أن "العصبية تعمي البصيرة".
وأضاف أن العنف والعدوان ظاهرة تكتسب بالتقليد والمحاكاة وأن الإنسانية لها قابلية كبيرة للعنف ورد الفعل والانتقام.
وأظهرت إحصائيات كشفها وزير الداخلية حول ظاهرة العنف في الملاعب الرياضية أن ولايات المنستير وتونس وسوسة، بالترتيب، عرفت أكبر عدد حالات العنف من بين غرّة جانفي 2011 و15 فيفري 2012.
واقترح علي العريّض في ختام مداخلته حلولا لظاهرة العنف في الرياضة وجاءت المقترحات في شكل خارطة طريق من 11 نقطة أبرزها تعزيز تواجد الأمن داخل الملاعب وتدريب الأمن على التعامل الفعّال مع جماهير الرياضة ودعوة الإعلام والمسؤولين الرياضيين واللاعبين إلى تجنّب إذكاء الصراعات والخلافات بين الأندية والجماهير وزيادة الرقابة على المدرجات (تصويرها بكاميرات) وتحسيس الجماهير بالقوانين وبالعقوبات المترتبة عن المخالفات وبطرق التعبير السلمية عند الفوز والهزيمة والرفع من كفاءة الحكّام ومراجعة دور لجان الأحبّاء وإسناد جوائز لأفضل الجماهير وغيرها من المقترحات التي دعا الوزير إلى إثرائها بالنقاش وإيجاد صيغ تفعيلها عمليا.

 الصباح نيوز