الأربعاء، 29 أغسطس 2012

اتهام مستشار رئيس الحكومة التونسية بقيادة "حملة تحريض" ضد الصحافيين

ا ف ب - تونس (ا ف ب) - اتهمت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين (غير حكومية) لطفي زيتون، عضو حركة النهضة الاسلامية الحاكمة والمستشار السياسي لرئيس الحكومة حمادي الجبالي، المكلف بقطاع الاعلام، بقيادة "حملة تحريض" ضد صحافيي تونس فيما دعا رئيس حزب سياسي معارض إلى "إعفاء" زيتون من مهامه.
واستنكرت النقابة في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه "التصريحات المتتالية للمستشار السياسي (...) سواء عبر وسائل الإعلام أو (في) لقاءاته المباشرة مع قواعد (حركة) النهضة في إطار حملته الرامية إلى التشويش على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والتشكيك في نضاليتها وتحريف مواقفها وتشويه صورتها".
وقالت "تحمل هذه التصريحات غير المسؤولة والتي تتنافى وموقعه كمسؤول حكومي اتهامات لا أساس لها من الصحة مثل تصنيف النقابة في خانة المعارضة الراديكالية والدفاع عن الفاسدين والتستر عليهم والصمت على الأخطاء المهنية المخلة بأخلاقيات المهنة".
ونبهت النقابة إلى ان "بعض تصريحات" زيتون "تحمل تحريضا ضمنيا عليها وعلى الصحفيين (وتدخل) ضمن حملة تهييج شعبي قد تشكل خطرا على سلامتهم".
وطالبت النقابة المستشار السياسي "بضرورة الاعتذار للنقابة ولعموم الصحفيين" التونسيين وقالت إنها "تحتفظ بحقها في تتبعه أمام القضاء".
وهدد زيتون مؤخرا بنشر "قوائم سوداء" للصحافيين الذين خدموا نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي أو تورطوا في قضايا فساد في عهده.
وجاءت التهديدات مباشرة إثر احتجاج صحافيين على تعيين الحكومة وجوها محسوبة على نظام بن علي في مناصب قيادية بالتلفزيون العمومي وصحيفتين خاصتين.
وقال عبد الوهاب الهاني رئيس حزب "المجد" المعارض في تصريح لاذاعة تطاوين الحكومية "هناك دعوة للتجييش ضد الاعلام ككل وليس ضد رموز الفساد فقط وهذا خطر كبير".
ودعا إلى إحالة ملفات الفساد في قطاع الاعلام على "العدالة" و"إخراج ملف الاعلام في أقرب وقت من يد المستشار السياسي لرئيس الحكومة".
ولفت الى ان الفساد في قطاع الاعلام "أصبح مادة للتوظيف السياسي والانتخابي" وأن وضع ملف الفساد في يد زيتون "يدخل بعدا سياسيا على العملية".
وقال إن زيتون الذي ينتمي إلى "شق المتشددين" في حركة النهضة "معروف بالتوتر والعجز عن ضبط النفس وخلط الاشياء بين الابعاد الشخصية والابعاد الحزبية".
وتساءل "لا أفهم لماذا اختارت الحكومة ان يكون ملف الاعلام بيد المستشار السياسي وكأننا لا نريد ان نقطع مع النظام السابق الذي ألحق ملف الاعلام والاعلاميين (...) بالمستشار السياسي عبد الوهاب عبد الله (..) لا أفهم لماذا هذه الرغبة في المواصلة و عدم إحداث القطيعة مع ممارسات النظام السابق؟".
واضاف "المطلوب إذا فشل وزير أو مستشار في إدارة ملف من الملفات أن يعفى من مهامه وأن يسحب منه الملف".
وتابع " يذكرنا (زيتون) بتصريحاته وبأفعاله وبمجرد عنوان وظيفته كمستشار سياسي لدى رأس السلطة التنفيذية بممارسات الماضي".
وقال "نحن بصدد إنتاج عبد الوهاب عبد الله جديد" في إشارة إلى المستشار السياسي السابق لبن علي الذي قمع الاعلام في عهد الرئيس المخلوع.
وحذر الهاني من تحول زيتون إلى "مستشار سياسي يراقب الاعلام ويتحكم في أنفاس الاعلاميين".
وفي سياق متصل قالت صحيفة "المغرب" التونسية في عدد الاربعاء انه رغم عدم وجود وزارة تتولى الرقابة على الاعلام "فان لطفي زيتون عرف بتهجمه على الاعلام بصفة مستمرة".
واتهمت الصحيفة زيتون ب"التواطؤ" مع محسوبين على حركة النهضة نفذوا بداية العام الحالي اعتصاما استمر نحو شهرين أمام مقر التلفزيون العمومي للمطالبة ب"تطهيره" من بقايا نظام بن علي ومن "يساريين".
وأطلق هؤلاء على تحركهم اسم "اعتصام الأحرار لتطهير إعلام العار".
واضطرت السلطات إلى فك الاعتصام بعد اشتباكات بين المعتصمين والعاملين في التلفزيون.
وأضافت صحيفة المغرب أن التلفزيون العمومي دخل بعد الاعتصام "بيت الطاعة".
ويتهم نشطاء على الانترنت زيتون بتحريك "الميليشيات الرقمية" لحركة النهضة على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، وهي تهمة نفاها زيتون.
ويقول مراقبون إن هذه "المليشيات الرقمية" متخصصة في تشويه صورة الخصوم السياسيين لحركة النهضة وتلميع صورة الحركة ورموزها.