الثلاثاء، 28 فبراير 2012

البوعزيزي "يقتحم" فيلم "حكايات تونسية" الذي يصور حياة الاغنياء

لاقصر (مصر) (ا ف ب) - أدخل فيلم "حكايات تونسية" ضمن خطوطه الدرامية حياة محمد البوعزيزي الذي ومن خلال إضرامه النار بنفسه دفع باتجاه تفجير الثورة التونسية، وقد أتى ذلك في خط منفرد وخارج عن سياق شريط يصور حياة الاغنياء.. وهذا الفيلم يمثل تونس في المسابقة الرسمية لمهرجان الاقصر للسينما الافريقية التي انطلقت فعالياتها الثلاثاء الماضي.
تم تصوير هذا الفيلم بحسب ما أوضحت مخرجته ندى مازني حفيظ "في عام 2010 وقد منع من العرض طوال العام الماضي. وفي مطلع العام الجاري، سمح بعرضه تجاريا في تونس واستطاع ان يبقى في دور السينما التونسية لمدة خمسة اسابيع، في سابقة هي الاولى من نوعها بالنسبة إلى الافلام التونسية".
وقد أدخل شخصية تمثل البوعزيزي في مشهد ابتدائي يعمل فيه كسائق سيارة أجرة يقوم بتوصيل احد ابطال الفيلم الذي فقد زوجته فعاد من المهجر بعد 13 عاما ليستقر في تونس. ثم عادت تلك الشخصية لتظهر في بضعة مشاهد يعبر من خلالها عن شقائه.
وفجأة يأتي مشهد خارج عن السياق ليصوره عائدا إلى منزله بعد ان فقد عمله كسائق سيارة أجرة. ويقرر العمل على عربة لبيع خضار كان يستخدمها والده، الا ان رجال الامن يلقون القبض عليه لانه يعمل من دون ترخيص ويتم اذلاله من خلال اعتدائهم عليه.
وفي ختام الفيلم، تقدم هذه الشخصية مشهدا ينقل حوارا داخليا يشير الى ان الحياة الظالمة التي يعيشها الفقراء تدفع بهم إلى الانتحار. ويبقى هذا الخط الذي يمثل غالبية قطاعات الشعب التونسي معزولا ووحيدا.
وفي حين تكثر في الفيلم الشخصيات المترفة التي تعيش ازماتها الفردية العاطفية والوجودية، يبدو واضحا للمشاهد ان البوعزيزي شخصية مفتعلة تمثل خطا دراميا ناشزا عن السياق.
فالفيلم يصور الحياة المترفة التي يعيشها أبطاله الغارقين في إشكالياتهم الداخلية. وتتداخل الخطوط الدرامية بين ابطال الفيلم ليتم ربطها من خلال ثلاث شابات ثريات يعانين من مشاكل عاطفية وازمات نفسيه خاصة بكل واحدة منهن.
فتعاني احداهن وهي فنانة تشكيلية من خيبة امل على اثر اكتشافها ان الرجل الذي احبته يخونها. وفي وقت لاحق تكتشف شقيقتها ان زوجها يخونها مع رجل.
أما البطلة الثانية، فعلى الرغم من نجاحها الوظيفي والثروة التي جمعتها وجمالها، تعاني من إخفاقها في إقامة علاقة عاطفية او من تقدم أحدهم للزواج منها.
من جهتها، تعيش الثالثة علاقات عاطفية مختلفة بعد طلاقها من دون ان تراعي مشاعر ابنتها، ما يؤدي إلى إفساد العلاقة بينهما.
أما الرجال في الفيلم، فيصورون من خلال ذلك العائد من المهجر الذي يندفع ضمن سياق التطور الدرامي الى الخروج من ازمة وفاة زوجته من خلال الارتباط بالفنانة التشكيلية، في حين يغرق صديقه صاحب الحانة في عالم الفساد من جنوح وتهريب مخدرات وقمار.
وتدور تلك الأحداث وسط بيوت وسيارات ومستوى عيش غير متوفر حتى لابناء الطبقة المتوسطة التونسية.
وأوضحت مخرجة الفيلم ندى حفيظ في ردها على الناقد احمد فايق مدير الندوة التي اعقبت عرض الفيلم بان "تصوير الفيلم أتى في فترة ما قبل الثورة حيث كان محرما التطرق إلى مثل هذه المواضيع". أضافت أن فيلمها الروائي الطويل الأول أتى "مخلصا" لفيلمها التسجيلي الاول الذي تناولت فيه هذه الطبقة من زاوية اخرى مغايرة لما عالجته في فيلمها الحالي.