الثلاثاء، 10 أبريل 2012

مواجهات ليلية بين متظاهرين وقوات الأمن في أغلب المحافظات التونسية

تونس, تونس, 10 نيسان-إبريل (يو بي أي) -- شهدت غالبية المحافظات التونسية ليلة الإثنين-الثلاثاء مظاهرات للإحتجاج على الإعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة، سرعان ما تحولت إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن تم خلالها محاولات لحرق مقرات حركة النهضة الإسلامية.


وبدأت هذه المواجهات في مدينة سيدي بوزيد، مهد ثورة 14 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، حيث خرج المئات من المواطنين إلى الشارع الرئيسي للتعبير عن غضبهم وإستيائهم من تلك الإعتداءات.


ورفع المشاركون في هذه المظاهرة الليلية شعارات نددوا فيها بممارسات وزارة الداخلية التي يتولاها علي لعريض الذي يُعد واحداً من أبرز قادة حركة النهضة الإسلامية، وأخرى مناهضة للحكومة المؤقتة، ولحركة النهضة الإسلامية التي اعتبروها "إمتداداً لديكتاتورية جديدة".


وتحولت هذه المظاهرة إلى مواجهات عنيفة، حيث تم حرق الإطارات المطاطية ورشق قوات الأمن بالحجارة بعد أن إستخدمت بكثافة القنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريقهم إثر محاولتهم إقتحام مقر الحركة النهضة .


وفي مدينة المنستير (نحو 150 كيلومتر شرق تونس العاصمة)، خرج المئات من المتظاهرين إلى الشارع الرئيسي واقتحموا مقر حركة النهضة الإسلامية وسط مواجهات مع قوات الأمن.


وشارك في هذه المظاهرة عدد من مسؤولي المعارضة، رافعين شعارات مناهضة للحكومة ولحركة النهضة الإسلامية منها "خبز وماء والنهضة لا"، وأخرى تطالب بضمان حق التظاهر وحرية التعبير.


أما مدينة صفاقس (275 كيلومترا جنوب تونس العاصمة)، فقد شهدت مسيرة الشموع وسط حشود كثيفة جابت الشوارع الرئيسية رُفعت خلالها شعارات تندد بحركة النهضة وبممارسات وزارة الداخلية التي وُصفت بأنها "وزارة إرهابية".


كما شهدت مدينة سوسة (نحو 150 كيلومترا شرق تونس العاصمة)، مسيرة ليلية حاشدة للتنديد بالإعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون وسط تونس العاصمة، رُفعت خلالها شعارات تطالب بحرية التظاهر والتعبير، وأخرى مناهضة لحركة النهضة الإسلامية منها "خبز وماء والنهضة لا".


وترافقت هذه التحركات الإحتجاجية مع حالة إحتقان شديد في غالبية مدن محافظة قفصة (350 كيلومتراً جنوب غرب تونس العاصمة)، التي شهدت مواجهات مع قوات الأمن في أعقاب إضرام النار في مقر للشرطة ببلدة القطار.


يشار إلى أن قوات الأمن تعاملت بقسوة أمس مع المئات من المتظاهرين الذين حاولوا التظاهر في شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة لإحياء الذكرى 74 لعيد الشهداء.


وأثارت تلك الممارسات إستياء وغضب الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني التي سارعت إلى إدانة الإعتداءات التي إستهدفت سياسيين ونواب من المجلس الوطني التأسيسي وصحافيين.