الجمعة، 12 أكتوبر 2012

شيوخ التيار السلفى فى تونس يحذرون من تنفيذ أعمال "إرهابية"



تونس (أ.ف.ب):حذر شيوخ قالوا إنهم "يمثلون التيار السلفى" فى تونس،الخميس، من تنفيذ أعمال "إرهابية" فى البلاد ونسبتها إلى التيار السلفى الجهادى، ونبهوا من "انفجار" السلفيين أن تواصل ما أسموه "الظلم والعنف" المسلط عليهم من الحكومة التى تقودها حركة النهضة الإسلامية.

وقال الشيخ خميس الماجرى فى مؤتمر صحفى بمسجد المركب الجامعى فى المنار بالعاصمة تونس "لدينا معلومات متأكدة إنه يخطط الآن لإيجاد أحداث عنف فى البلد لا نعرف نوعيتها، إحراق نزل، تفجير أى شىء، وسيحملون التيار السلفى المسؤولية، نحن نحذر (من ذلك) ونحن أبرياء من كل حدث سيقع".


وفى السياق نفسه صرح الشيخ عماد بن صالح المكنى بأبو عبد الله التونسى "نخشى أن يتم تفعيل أى عمل إجرامى أو إرهابى ثم ينسب إلى السلفية، حتى يضرب هذا التيار وتتحول البلاد إلى حرب بين تيارات عسكرية وبوليسية وما شابه، ويذهب بنا الحال إلى ما لا يحمد عقباه".


وندد المتحدث بما أسماه عملية "اضطهاد" للتيار السلفى فى تونس منذ تعرض السفارة الأمريكية فى هذا البلد إلى هجوم نفذه مئات من المحسوبين على "التيار السلفى الجهادى".


وفى 14 سبتمبر الفائت، قتل 4 متظاهرين وأصيب العشرات فى مواجهات بين الشرطة ومئات من الأشخاص هاجموا السفارة الأمريكية احتجاجا على عرض فيلم مسىء للإسلام أنتج فى الولايات المتحدة الأمريكية.


وأضاف عماد بن صالح أن الشرطة اعتقلت منذ مهاجمة السفارة الأمريكية 800 سلفى داعيا إلى الإفراج عنهم "فورا".


وقال: إن المعتقلين تعرضوا فى السجون إلى "التعذيب" ومنعت عنهم زيارات الأهل والمحامين وحتى "المصاحف" وهو أمر قال، إنه لم يحدث حتى فى عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن على الذى اضطهد الإسلاميين، وتابع "أخشى أن نسير فى تفعيل نظام يشبه نظام بن على".


ومضى يقول "لا تسامح مع السلفيين إذا أخطئوا، كذلك لا تسامح مع غيرهم إذا أخطئوا، لا تسامح مع الجيش والشرطة وكل من يخطئ، القانون يسود على جميع الناس، وجاهلية بقانون خير من جاهلية بغير قانون".


وقال خميس الماجرى، إن للحكومة "مشروع إقصاء واضطهاد" للسلفيين متسائلا "هل هى صفقة مع أمريكا؟ ثمة صفقة ونحن أبرياء منها".


وأضاف "من الغرائب أنه يكون اضطهاد الشباب السلفى آخر عمل لنظام بن على، وأول عمل لهذه الحكومة" التى قال إنها لم تحقق أيا من وعودها الانتخابية.


وأوضح "دخلوا فى انتخابات ووعدوا شعوبهم ولم يفوا بعهودهم، لذلك هم الآن فى زنقة، هم حوصروا لأنهم فى السلطة، ولذلك ما هو كبش فداء؟، لماذا تجعلوننا كبش فداء؟".


وقال الشيخ محمد بن بوبكر "لماذا فقط يحاصر التيار السلفى الجهادى فى أحداث السفارة (الأمريكية) مع أنه لم يكن هو الوحيد"المشارك فى مهاجمتها.


وحذر الشيوخ من "تمرد" الشباب السلفى عليهم وانجرارهم إلى العنف أن تواصلت التضييقات الأمنية عليهم.


وقال خميس الماجرى "نخشى أن تهتز ثقة الشباب فى مشايخهم" مطالبا ب"وقف الظلم والعنف تجاه السلفيين".


"نحن ماسكون شبابنا ولكن لا نقدر أن نمسك شبابنا إذا تجاوز الصبر حده، وإذا لم يتوقف الظلم والعنف تجاه التيار السلفى".


وأضاف "نريد أن نمتص غضبة الشباب (السلفى) حتى لا يقوم بعملية (لم يوضحها)، لا قدر الله قد تقع جزائر جديدة (فى تونس)، والآن يخطط لأن تقع جزائر جديدة" وذلك فى إشارة إلى المواجهات التى بدأت تسعينيات القرن الماضى بين الإسلاميين والنظام الجزائرى وخلفت عشرات الآلاف من القتلى.


من ناحيته، أورد عماد بن صالح "لا تلومونا إذا تفلت بعض الشباب (السلفي)، نحن نستطيع أن ندعو كثيرا من الشباب إلى ضبط النفس، لكن ضبط النفس، سيكون له حد إذا تواصلت هذه المعاملات، فحق الثورة عندنا مشروع، هناك حق يجب أن يدخل الآن فى الدستور (التونسى الجديد) هو حق الثورة على كل نظام يشبه نظام بن على، هذا حق مكتسب وجب على الشعب أن ينتبهوا إليه حتى لا نرجع إلى 30 سنة إلى الوراء".


وقال محمد بن بو بكر "اليوم التيار السلفى اعتقل منه 800 وغدا 1500 وبعد غد 2000 فهل سيسكت؟، نحن نضبط الشباب إلى حدود، أن الشباب سيتمرد علينا، وإذا تمرد سيأكل الأخضر واليابس".


ولفت إلى السلفيين فى بلاده موجودون من أقصى شمال البلاد إلى أقصى جنوبها، وأنهم "يزدادون كل يوم قوة وعددا وعدة ولا يمكن إقصائهم أو إنكارهم، هذه حقيقة هناك أجيال جديد (من السلفيين) تظهر كل يوم من شباب (المدارس) الإعدادية والثانوية وغيرها، وبالتالى يجب أن نتعامل معها بحكمة وبضبط النفس (لأنه) إذا تضغط عليها باستمرار ستنفجر".


وقال الشيوخ إنهم التقوا الخميس الرئيس التونسى منصف المرزوقى ليطلبوا منه إطلاق السلفيين المعتقلين وإلغاء قانون مكافحة الإرهاب الصادر سنة 2003 والذى وجهت بموجبه اتهامات لعشرات من السلفيين الذين سافروا إلى سوريا "للجهاد"، وعدم تدخل الدولة فى المساجد والسماح للطالبات المنتقبات بالدخول إلى قاعات الدروس ووجوههن غير مكشوفة.


وتقدر مصادر رسمية عدد السلفيين فى البلاد بحوالى عشرة آلاف، وعدد المتشددين منهم بحوالى ثلاثة آلاف.