الخميس، 19 يوليو 2012

تونس تتعامل بحذر مع صفقة طائرات جرت في عهد بن علي


شكل تسلم تونس ثالث طائرة من نوع «إيرباص» مناسبة لاندلاع جدل واسع حول صفقة طائرات عقدتها تونس مع فرنسا عام 2008، وتتكون من 16 طائرة تسلمت منها تونس الثالثة قبل يومين فقط.
ويبدو أن طريقة تمويل صفقة الطائرات ستسيل كثيرا من المداد لأن طائرة واحدة تحمل اسم «عزيزة عثمانة» لا يقل سعرها عن 100 مليون دينار تونسي (نحو 70 مليون دولار). وتطلبت عملية اقتنائها قرضا من أحد البنوك المحلية التونسية قدره 28 مليون دينار تونسي (قرابة 20 مليون دولار) يسدد على مدة لا تقل عن ثلاث سنوات.
وربط بعض المراقبين بين تلك الصفقة الكبيرة على قدرات الاقتصاد التونسي، ودفاع النظام الفرنسي عن نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي حتى آخر لحظات وجوده في السلطة.
ويبدو أن تعرض أنشطة شركات الطيران التونسية لصعوبات بعد قيام الثورة سيعيد النظر في طريقة تمويل بقية الطائرات البالغ عددها 13 طائرة. وإذا كانت حكومة حمادي الجبالي لم تعلن عن تخلي الدولة عن تلك الصفقة أو تغيير طبيعتها، فإنها أكدت على مراجعة رزنامة تسلم تلك الطائرات، حسب ما ذكر رابح جراد، الرئيس المدير العام لشركة الطيران التونسية، الذي قال في تصريحات لوسائل إعلام تونسية إن الاستراتيجية التجارية لشركة الطيران ستتغير، وإن تمويل صفقة طائرات «إيرباص» الفرنسية بالطريقة نفسها لتمويل نظام الرئيس التونسي الأسبق لن يستمر. واعتبر، من ناحية أخرى، أن شركة الخطوط الجوية التونسية، التي ستنفتح لاحقا على أفريقيا، وستفتح خطين جويين كل سنة نحو القارة السمراء وذلك قبل حلول شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، ستكون في حاجة إلى تلك الطائرات، إلا أن مواعيد تسليمها وطريقة تمويلها لن تكون من مشمولات الشركة لوحدها.
وقال إن أمر تمويل تلك الطائرات سيعرض على الحكومة، وهي التي ستقر طريقة التمويل، وطريقة تستلمها، وكيفية توفير التمويلات الضرورية لعملية تتجاوز 1300 مليون دينار تونسي (نحو مليار دولار) كانت قد أنجزت عام 2008 بين الرئيس التونسي الأسبق والرئيس الفرنسي السابق، في ظروف لم يتم الإعلان عن كثير من ملابساتها.
يذكر أن الصفقة تتضمن 10 طائرات «إيرباص320» و3 طائرات «إيرباص330» و3 طائرات من نوع «إيرباص350». وقدرت التكلفة العامة لتلك الطائرات بنحو مليار يورو (نحو ألفي مليون دينار تونسي). ووعد ساركوزي آنذاك باقتناء جزء من قطع غيار الطائرات من مصنع تونسي لصناعة مكونات الطائرات أقيم قريبا من العاصمة التونسية.


الشرق الاوسط