الاثنين، 26 ديسمبر 2011

اسلاميون في الجزائر يعتزمون الانسحاب من الائتلاف الحاكم

الجزائر (رويترز) - بعد نجاح أقرانهم في المنطقة يعتزم حزب بارز للإسلاميين في الجزائر الانسحاب من الائتلاف الحاكم قبل انتخابات ابريل نيسان البرلمانية للدعوة الى إصلاحات دستورية للحد من سلطات الرئيس.
قال بوقرة سلطاني زعيم حركة مجتمع السلم الاسلامية (حمس) لرويترز في مقابلة ان الحركة تؤيد النظام البرلماني بدلا من النظام الرئاسي القائم حاليا وستقوم بحملة للدعوة لتغيير الدستور.
وأضاف أن القرار النهائي في يد مجلس شورى الحركة وسيتخذه بحلول نهاية الشهر أما هو شخصيا فمع من يؤيدون فكرة الانسحاب من الحكومة والاغلبية معه.
ولن يجرد انسحاب الحركة من الائتلاف الحكومة من أغلبيتها لكن الحركة تحظى بتأييد كبير بين الجزائريين المحافظين وهم قسم كبير من السكان.
وتمكنت الجزائر وهي مصدر رئيسي للغاز الى أوروبا وحليف للغرب في المعركة مع تنظيم القاعدة من تجنب امتداد انتفاضات الربيع العربي اليها برغم أنها شهدت احتجاجات بخصوص الاجور وارتفاع الاسعار في اوائل عام 2011.
وحققت أحزاب اسلامية نتائج جيدة في انتخابات هذا العام بعد الانتفاضات التي أطاحت بزعماء تونس ومصر وليبيا.
وقال سلطاني ان الظروف التي شهدت مولد الحكومة الائتلافية في 2002 انتهت وينبغي للحركة أن تجد وسائل جديدة لممارسة العمل السياسي.
وأسست الحركة التي كانت تعرف سابقا باسم حركة المجتمع الاسلامي (حماس) عام 1990 على أيدي أعضاء جزائريين من جماعة الاخوان المسلمين وتشارك في الائتلاف منذ عام 2004.
وأدانت الحركة انقلاب عام 1992 الذي أدى الى الغاء انتخابات كانت الجبهة الاسلامية للانقاذ على وشك الفوز بها. ولم تشارك الحركة في الانتفاضة التي أعقبت ذلك وتحولت الى حرب أهلية استمرت عشر سنوات وسقط فيها 200 ألف قتيل.
ودفعت انتفاضات الربيع العربي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى رفغ حالة الطوارئ المطبقة منذ 19 عاما والتي فرضت لاخماد الصراع الاهلي. كما وعد باجراء اصلاحات من بينها السماح بتشكيل احزاب سياسية جديدة وتحرير الاعلام وتعديل الدستور.
ويعتقد سلطاني أن بوتفليقة ليس جادا في الاصلاح وحذر من ان الناخبين سيقاطعون الانتخابات بأعداد كبيرة ما لم تنفذ الاصلاحات.
وقال سلطاني ان النظام ليس جادا عندما يتحدث عن الاصلاحات السياسية وما زال يحكم البلاد كما كان يفعل دائما مضيفا أن الناس ما زالوا يعتقدون أن صناديق الاقتراع ليست سبيل التغيير ودون اصلاحات جادة سيظل المجتمع غير مستقر.
وكان عبد العزيز بلخادم الامين العام لجبهة التحرير الوطني وهي حزب علماني يقود الائتلاف قد قال الاسبوع الماضي ان الاحزاب الاسلامية قد تضاعف عدد مقاعدها في انتخابات ابريل نيسان لكنها لن تحقق الأغلبية.
ويعتقد سلطاني أن فوز حزب اسلامي سيكون اختبارا حقيقيا لسياسات الاسلاميين.
وتابع بوقرة انه على مدة الخمسين عاما التي مرت منذ الاستقلال جربت البلاد الفكر الاشتراكي والفكر الليبرالي ولم تجرب اطلاقا الفكر الاسلامي. ودعا الى تجربة هذا الفكر ومعرفة ما اذا كان سيحقق نجاحا.
وحث بوتفليقة على تشديد قوانين مكافحة التزوير الذي قال انه شاب أغلب الانتخابات السابقة مضيفا ان مزوري الانتخابات يجب سجنهم على الفور