الاثنين، 10 سبتمبر 2012

دعوات التطبيع تفتح النار على رئيس المجلس الوطني التأسيسي في تونس

ردود أفعال متباينة وصاخبة أثارتها تصريحات رئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي مصطفى بن جعفر خلال زيارته فيينا حول «ملف التطبيع مع إسرائيل»، إذ وصف مناهضي مشروع التطبيع بـ«القلة غير المؤثّرة»، وأن لا حضور يذكر للقوميين في تونس، ما أخرج الحركة الشعبية عن صمتها بالقول: إنّها فوجئت بتصريحات ابن جعفر واتهاماته للقوميين بـ«القلة» والتطرّف بسبب إصرارهم على تضمين الدستور الجديد فصلاً يجرّم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وتوضح الحركة أنّ «دعوتها إلى تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني واعتباره جريمة لا تقل عن «الخيانة العظمى» تعتبر شرفاً للحركة ومختلف القوى الوطنية والتقدمية الرافضة للاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، والساعية إلى دعم المقاومة المدنية والمسلحة لاسترجاع الحق التاريخي للشعب الفلسطيني»، لافتة إلى أنّ «موقف ابن جعفر فضلاً عن كونه مرفوضا شكلا وسياقا غير ملزم لغير قائله»، واصفة موقف ابن جعفر بــ«الشاذّ» في سياق ثورة الياسمين التي رفعت بين شعاراتها «تحرير فلسطين»، فضلاً عن كونه «خيانة للأمانة» التي حمّله له الشعب الذي توافق بكامل شرائحه المدنية والسياسية على تثبيت هذا المطلب في مجلس حماية الثورة. في السياق، دعت الحركة الشعبية كامل أعضاء المجلس الوطني التأسيسي إلى «استنكار موقف رئيسها وتحميله مسؤولية تصريحاته المسيئة لمشاعر الشعب التونسي»، مشدّدة على أن «لا تراجع عن مطلب تضمين فصل يجرّم التطبيع في دستور الثورة».
غالبية عظمى.
من جهته، قال رئيس الهيئة الوطنية التونسية لدعم المقاومة العربية في العراق وفلسطين أحمد الكحلاوي، إنّ «تصريحات ابن جعفر أخطأت هدفها»، مردفاً القول: «تمنيت لو أنّه لم يورّط ابن جعفر نفسه في هذه القضية بوصفه مناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني بـ«القلة»»، مضيفاً: «ليعلم رئيس المجلس الوطني التأسيسي أنّ الغالبية العظمى من التونسيين يناهضون التطبيع ولن يسمحوا بأية علاقة مع عدو يحتل أراضي عربية مقدسة كانت ومازالت وستبقى عزيزة علينا وجزءا من وطننا الكبير ومن ترابنا العربي».
تأصّل رفض
في الشأن ذاته، يؤكد الناطق الرسمي باسم حركة البعث في تونس عزالدين القوطالي أنّ تصريحات ابن جعفر وصف القوميين بـ«الأقلية المتطرّفة» على خلفية مطالبتها بتضمين الدستور فصلاً يجرّم التطبيع، أتت مفاجئة للشعب التونسي، لافتاً إلى أنّ «الحركة القومية العربية في تونس تعتبر حركة شعبية جماهيرية متأصّلة في تربة الوطن الذي رواه القوميون بدمائهم الطاهرة الزكية خلال سني الكفاح المسلّح ضدّ الاحتلال الفرنسي، ومن بعد صراعهم المرير مع نظام بورقيبة، والذي سعى سعياً محموماً لتمرير مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية، منذ خطاب أريحا سنة 1965، وصولا إلى مقاومتهم البطولية لكلّ أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي التي انخرط فيها نظام الدكتاتور الهارب زين العابدين بن علي».
مطالب جماهير
وأشار القوطالي إلى أنّ «الحركة القومية العربية التي قدّمت مئات الشهداء في سبيل الاستقلال الوطني والعزّة القومية لها جذورها التي تمتدّ إلى عمق أعماق التاريخ الوطني التونسي الرافض شكلاً ومضموناً التطبيع مع الكيان الصهيوني أو التصالح معه طالما بقي شبر واحد مغتصب من أرض فلسطين»، موضحاً أنّ «مطلب تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي نادى به القوميون وعلى رأسهم حركة البعث، يعتبر مطلباً جماهيرياً هتفت به حناجر أبناء الشعب عندما خرجت ثائرة ضدّ رموز التطبيع من خلال شعارها الشهير: «الشعب يريد تحرير فلسطين»»، لافتاً إلى أنّه من غير المقبول نعت كلّ الجماهير في تونس بالتطرّف ما يؤدي بدوره إلى إسقاطات غير مطابقة للحقيقة على الميدان أو ادعاءات تفنّدها الرغبة الشعبية في تجريم كلّ أشكال التطبيع.
ويؤكّد القوطالي إدانة حركة البعث أي أقوال أو أفعال سلوك تصبّ في اتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني، داعياً الجماهير لعدم التنازل قيد أنملة عن مطلب تضمين بند في الدستور يجرّم التطبيع. ويطالب المجلس الوطني التأسيسي باتخاذ موقف واضح وصريح من تصريحات رئيسه المستفزّة لمشاعر التونسيين ودماء الشهداء على حد قوله. 

http://www.albayan.ae