الخميس، 27 سبتمبر 2012

الفتاة المغتصبة : اغتصبوني … سرقوا أموالي وضغطوا عليّ لدفن القضية


امن جمهوري الشرطة في خدمة الشعب شعارات رنانة سمعناها كثيرا بعد 14 جانفي ومنذ كنا صغارا وكلما اعترضنا رجل أمن كانت أعيينا ونحن ننظر له تبقى عالقة في راية الوطن التي توشح صدره ورغم الشرخ الكبير الذي عرفته علاقة المؤسسة الأمنية بالشارع التونسي والمؤاخذات التي كان مصدرها العنف المفرط من قبل رجل الأمن في بعض المناسبات ولكن هذه المرة تجاوزت حدود استنكار العنف لتصبح قضية شرف فتاة انتهك من قبل عوني أمن في حين كان ثالثهما يبتز صديقها الذي كان معها.
«الشروق» كان لها الحوار التالي مع «المغتصبة»:
لو تحدثينا عن مثولك أمس أمام قاضي التحقيق كمتهمة وليس كقضية اغتصاب؟
ما حصل معي لا يغتفر ولم أتوقع أن أقف أمام قاضي التحقيق كمتهمة وليس كضحية انتهك شرفها من قبل عوني أمن في حين ثالثهما كان يبتز صديقي.
لنعد بالأحداث قليلا وتصفي لنا كيف تم اغتصابك من قبل ضابطي الأمن؟
أنا الآن في حالة نفسية سيئة جدا ولم أستطع أن أنسى تلك اللحظة المشؤومة والأليمة في حياتي فقد كنت جالسة مع صديقي في سيارته نتحدث وإذ بدورية أمن فيها ثلاثة أعوان طلبوا مني الصعود إلى سيارتهم في حين بقي ثالثهما مع صديقي ثم بدأت عملية الاغتصاب حيث قال أحدهم حرفيا «اش عندك باش تعطيني» فأجبته أملك 40 دينارا فقط فرد علي بتهكم لا نريد مالك بل نرغب في لحظات جنسية معك ثم اغتصبني الأول بطريقة وحشية ومقززة ثم تداول علي مع صديقه الذي انتهك شرفي مرتين.
كم دامت مدة عملية اغتصابك؟
حوالي ساعة و15 دقيقة وكل دقيقة هي عبارة على موت بطيء.
هل صحيح أنهم وجدوك في وضع لا أخلاقي؟
هذا ليس صحيحا عندما عثروا عليّ كنت أرتدي ثيابي وفعلا قبل ذلك كنت في لحظات حميمية مع صديقي.
عون الأمن الثالث كان يبتز صديقك؟
نعم لقد طلب منه مبلغ 300 دينار ولم يكن صديقي يملك المال وذهب ليجلبه من موزع آلي لكن البطاقة خذلته فافتك منه أوراقه وطلب منه أن يجلب الأموال في اليوم الموالي.
قرار تقديمك لشكوى ضد أعوان الأمن ليس بالأمر الهين في مجتمع مسلم؟
هو قرار ثنائي اتخذته مع صديقي الذي شجعني وساندني إلى غاية هذه اللحظة.
هل وصلتك تهديدات من المؤسسة الأمنية لدفعك إلى التنازل عن القضية؟
هذا صحيح ولكن لن أتراجع بعد أن تم اهانتي بهذه الطريقة وأصبحت متهمة وللعلم أقوال المتهمين متضاربة وتخدم مصلحتي وتقرير الطب الشرعي سيكون الفيصل في ذلك.
هناك مساندة كبيرة من مكونات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية ووصل صيت قضيتك إلى المنظمات الأجنبية؟
لقد علمت بذلك وهذا ما شجعني على مواصلة مشوار الدفاع عن كرامتي التي انتهكت وأقول لمن يحاول اخماد صوتي لا تراجع فقد أصبحت المسألة بالنسبة لي مسألة حياة أو موت حتى يتم انصافي.

تونس ـ «الشروق»