الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

مظاهرات حاشده تنديدا بالفيلم المسىء للرسول

أثار إعلان عدد من أقباط مصر في المهجر، عن إنتاج فيلم يسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويصور المسلمين على أنهم إرهابيون، ويقتلون المسيحيين في  مصر، سخطاً واسعاً وغضباً من المسيحيين المصريين قبل المسلمين، وذلك بعد إعلان عدد من أقباط المهجر، على رأسهم عصمت زقلمة، الداعي إلى تقسيم مصر ورئيس الدولة القبطية المزعومة، وموريس صادق، الذي لا يترك مكانا في الخارج إلا وهاجم مصر فيه ويقلب الدول الخارجية ضدها، ومعهما القس المتشدد تيري جونز الذى حرق المصحف الشريف أكثر من مرة، إنتاج فيلم يسيء إلى الرسول والإسلام، إلا أن ممثلين عن الطوائف المسيحية والمسلمة في مصر أعلنوا استنكارهم وعدم رضاهم عن أي محاولة لإشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
المفتي جمعة
{ الدكتور علي جمعة - مفتي مصري - أكد على رفضه وشجبه لما قام به بعض المتطرفين من أقباط المهجر من إعداد فيلم مسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، مبيّنًا أن هذه الإساءة تمس مشاعر ملايين المسلمين في العالم لكونها تحاول النيل من أقدس رمز بشري لديهم، وهو نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.
ورفض التحجج بحرية الرأي والتعبير لتبرير وتغطية هذه الإساءة، مؤكدًا أن الاعتداء على المقدسات الدينية لا يندرج تحت هذه الحرية، بل هو وجه من وجوه الاعتداء على حقوق الإنسان بالاعتداء على مقدَّساته.
ودعا أنصار حقوق الإنسان والهيئات الأخلاقية والدينية وأهل الحكمة من العقلاء والمفكِّرين إلى التصدي لانتهاك مقدسات أي دين من الأديان، حتى يسود العالم المحبة والإخاء.
كما استنكرت دار الإفتاء المصرية هذا الإعلان مؤكدة أن مثل هذه الأفعال لا تعبّر عن المسيحيين المصريين، الذين صرحوا أكثر من مرة عن احترامهم لجميع الرموز الدينية.
وأضافت الدار في بيان لها أن مثل هذه الأفعال التي يقوم بها بعض أقباط المهجر لا طائل من ورائها إلا تأجيج نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
القس باخوميوس
{ أما القس باخوميوس راعي كنيسة الأقباط بطهطا فقد شنّ هجوماً شديداً على أقباط المهجر رداً على تلك المحاولات، وقال «سيبونا في حالنا إحنا كفيلين أن نعيش في حماية المسلمين ومحبتهم».
وأشار إلى وجود طرف ثالث يريد الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، مؤكداً أن هذا لن يحدث في مصر، لأننا كيان واحد برغم ما يحدث من خلافات نقف جنبا إلى جنب في الأفراح والأحزان.
وأكد عدم رضى المجمع المقدس بذلك، مبيناً أن المجمع سيصدر بيانا بعدم رضاه عن إهانة الديانات الأخرى، ومضيفا أن المسيحية تعلمنا التسامح والمحبة لذا فنحن نتحمل إساءة الأخرين ولا نسيء لهم.
سلامة
{ من جانبه أعتبر د. نبيل نجيب سلامة مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بالهيئة الإنجيلية القبطية المسيحيّة في مصر «إننا نرفض الإساءة لأي شخص أو جماعة فما بالك بأن الإساءة لشخص مثل النبي محمد، فهؤلاء لا يمثلون المسيحيين في مصر» مؤكداً على أن المسيحي يعيش بجانب المسلم لهم جميع الحقوق وعليهم نفس الواجبات.
وأشار إلى أن الشعب المصري شعب عاقل يعرف دينه خير المعرفة سواء كان مسلما أو مسيحيا، وبالتالي يعرف جيداً من يحاول النيل من الوطن ولن يتأثر بهذه المهاترات.
وقال سلامة في رسالة وجهها إلى القس الأميركي «تيري جونز» وعصمت زقلمة وموريس صادق: «اتقوا الله في مصر التي عشتم على أرضها سنوات وتعلمتم في مدارسها وجامعاتها، وأكلتم من خيراتها وشربتم من نيلها قبل أن ترحلوا عنها؛ فمصر جعلت منكم محامين ورجال أعمال فاذكروا فضلها عليكم ولا تسيئوا لها في أي مكان».
جبرائيل
{ بدوره قال نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان والمستشار القانوني للكنيسة الأرثوذكسية إنهم سينظمون وفقة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين اعتراضاً على إنتاج فيلم يسيء للإسلام ولرسوله الكريم.
وأكد على أنه أصدر بياناً دعا فيه مجلس الكنائس العالمي ومجلس كنائس الشرق الأوسط والكنائس المصرية، أن تدين فيه ما فعله القس «المجنون» ومن ينتمي إليه، مؤكداً على أن المسلمين والمسيحيين يحترمون كل الأيان.
عياد
{ وكذلك أكد أمير عياد مؤسس حركة الإخوان المسيحيين أنه سيشارك في الوقفة التي دعا إليها نجيب جبرائيل، مضيفاً أن من فعل ذلك إنسان جاهل «فمن يعتقد أنه بهذا الأمر يدافع عن المسيحية فهو واهم وجاهل».
البري
{ وقال الدكتور محمد عبد المنعم البري الرئيس السابق لجبهة علماء الأزهر إن مثل هذه الأفعال أكاذيب لا أصل لها، وثبت في كتب السنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه زار جاره اليهودي وهو مريض ويجامل جاره ولو كان من غير المسلمين.
وأضاف البري علينا أن نواجه هذه الفتن بتأليف القلوب وإبعادها عن الأحقاد والمحن، ونتذكر شهادة القرآن الكريم، التي تؤكد أن أكثر الناس عداوة للمسلمين هم اليهود والذين أشركوا ومنهم الشيعة، وأن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إن نصارى كما يقول الله تعالى {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لايَسْتَكْبِرُونَ ، وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة-82-83] .
إسماعيل
{ وقال الدكتور يحيى إسماعيل أمين جبهة علماء الأزهر إنه على يقين أن إخواننا من نصارى مصر هم أول من يستنكر هذا العمل، مطالبا الدولة والكنيسة بجميع طوائفها بأن تتصدى لهذا التصرف الدنيء وأن يفرحوا قلوبنا بما ننتظره منهم.
وأشار إسماعيل إلى أن أصل العرب مصريون لأن أمهم هاجر وأبوهم إبراهيم، مشيراً إلى أن كل من يسيء إلى جماعة لها نسب بأرض مصر فهو يسيء إلى كل المصريين والعرب لأن العرب أصولهم مصرية.