الأحد، 16 سبتمبر 2012

تأهب في السفارات الغربية مع تصاعد غضب المسلمين

  (رويترز) - ظلت السفارات الغربية في انحاء العالم الاسلامي في حالة تأهب يوم الأحد ودعت واشنطن إلى الانتباه بعد استمرار العنف المناهض للولايات المتحدة على مدى أيام بسبب فيلم يسيء للنبي محمد.

وحذت ألمانيا حذو الولايات المتحدة وسحبت بعض الموظفين من سفارتها في السودان التي تعرضت للاقتحام يوم الجمعة.

وكانت واشنطن أمرت موظفيها غير الأساسيين وأفراد عائلات دبلوماسييها بمغادرة سفارتها هناك يوم السبت. ورفضت حكومة الخرطوم طلبا أمريكيا بإرسال أفراد من مشاة البحرية لتعزيز الأمن عند السفارة الأمريكية هناك بعد تعرضها للهجوم.

وجرى ايضا سحب الموظفين الأمريكيين غير الاساسيين من تونس وطلبت واشنطن من مواطنيها مغادرة العاصمة التونسية بعد استهداف سفارتها هناك يوم الجمعة.

ووصلت الاحتجاجات على الفيلم ذروتها يوم الجمعة ثم هدأت إلى حد بعيد في بداية الاسبوع لكن مجموعة صغيرة من المحتجين احرقت علم الولايات المتحدة أمام السفارة الأمريكية في العاصمة التركية انقرة يوم الأحد.

وأغلقت قوات الأمن الطريق المؤدي إلى السفارة على مسافة 100 متر من المبنى ومنعت المحتجين من الاقتراب.

وفي مدينة لاهور الباكستانية تجمع نحو 5000 شخص للمشاركة في احتجاج ورددوا هتافات مناهضة للولايات المتحدة في حين اغلقت الشرطة في كراتشي الطرق المؤدية إلى القنصلية الأمريكية بحاويات شحن.

وفي حيدر اباد قتل شخص واصيب اخر عندما فتح مسلحون مجهولون النار على متظاهرين يحتجون على الفيلم وفي مظفر اباد عاصمة الجزء الباكستاني من كشمير احرق نحو 300 محتج دمية تمثل الرئيس الأمريكي باراك اوباما.

الا ان المظاهرات الباكستانية كانت صغيرة بوجه عام بالمقارنة باضطرابات سابقة.

وكانت اعمال العنف عموما أخطر موجة من الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة في العالم الإسلامي منذ بدء ثورات "الربيع العربي" العام الماضي.

واثارها غضب عام بسبب فيلم بث على الانترنت بأسماء متعددة منها "براءة المسلمين" ويصور النبي محمد في مشاهد مسيئة.

وقتل سفير الولايات المتحدة في ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين اخرين في مدينة بنغازي الثلاثاء الماضي. ولقي ما لا يقل عن تسعة اشخاص حتفهم في احتجاجات في عدة دول يوم الجمعة.

وأشار بعض المسؤولين الأمريكيين إلى ان هجوم بنغازي دبره متشددون إسلاميون استغلوا الفيلم ذريعة.

وتمثل الازمة ايضا مشكلة لاوباما في السياسة الخارجية مع احتدام حملة انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا انه يأمل في ان تكون اسوأ مراحل العنف قد انقضت لكن البعثات الدبلوماسية الأمريكية يجب ان تظل في حالة تأهب تحسبا لأي انفجار مفاجيء للغضب.

وقال بانيتا للصحفيين على متن طائرته اثناء توجهه إلى اسيا يوم السبت "ما زالت هناك بعض المظاهرات ولكن يبدو ان هناك بعض الانحسار للعنف."



لكنه أضاف ان المظاهرات ستستمر على الارجح في الايام القليلة القادمة ان لم يكن لفترة أطول.

وقال ان الولايات المتحدة نشرت قوة كبيرة في الشرق الأوسط للتصدي لاي حالات طارئة وان فرق الانتشار السريع جاهزة للتعامل مع اي حوادث.

وأكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو لنظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون أن البعثات الدبلوماسية الأمريكية في البلاد ستحظى بالحماية الكاملة. وقبض على مئات الاشخاص في مصر بعد اشتباكات استمرت اربعة ايام خلال احتجاجات على الفيلم.

وقال عمرو لكلينتون في اتصال هاتفي ان الفيلم يهدف إلى اثارة الكراهية ضد الشعوب على أساس الدين أو العرق أو اللون وبالتالي فهو يتنافى مع "القوانين والأعراف الهادفة إلى تنمية علاقات السلام والتفاهم بين الشعوب والدول".

وفي لوس انجليس اقتيد يوم السبت رجل من كاليفورنيا أدين بالاحتيال المصرفي للتحقيق معه فيما يتعلق بانتهاك محتمل لشروط الافراج يرتبط بإنتاج الفيلم. ونفى الرجل أنباء اشتراكه في انتاج الفيلم.

وفي لبنان حيث قتل محتج في اعمال عنف يوم الجمعة حث البابا بنديكت الزعماء العرب على العمل من اجل السلام.

وقال بنديكت في قداس اقيم على ساحل البحر المتوسط وحضره 350 الف شخص بينهم زعماء الطوائف المسيحية والإسلامية في لبنان "في عالم ينشر فيه العنف باستمرار الظلال الكئيبة للموت والدمار باتت خدمة العدالة والسلام ضرورية على نحو ملح."