الخميس، 22 سبتمبر 2011

صحافي تونسي: الوجوه الرياضية هي لعبة بيد أحزاب سياسية تسعى لكسب ود الناخبين

«نجوم الكرة والفن يقتحمون عالم السياسة.. ودستور «معطر بالإبداع

لندن: «الشرق الأوسط»
\تقدمت الكثير من الوجوه التونسية المعروفة في عالم الرياضة والفن، لتتصدر قائمات الأحزاب المترشحة لانتخابات المجلس التأسيسي, وشكري الواعر هو واحد من بين الذين رشحوا أنفسهم لانتخابات المجلس التأسيسي، المقررة في 23 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ويأمل شكري الواعر، حارس مرمى تونس سابقا، في أن يحرس الديمقراطية الناشئة في بلاده، وأن يجد له مكانا بين أهل السياسة، إثر أول انتخابات حرة في تونس خلال الشهر المقبل.
وقال الواعر الذي قاد منتخب بلاده لنحو 20 عاما: «ليس لي أي مصلحة شخصية, أنا انضممت إلى حزب عمره شهران, ولكن لدينا طموحات كبيرة لتحسين ظروف المعيشة، ودفع النمو الاقتصادي، وضمان الحريات في تونس الجديدة».
وأضاف الواعر، الذي يترأس قائمة لحزب الاتحاد الوطني الحر في تونس العاصمة، لـ«رويترز»: «الناس في تونس لم يتعودوا على رؤية الرياضيين والفنانين يقتحمون عالم السياسة، وهذا مفهوم، نسبيا، بحكم أن الديمقراطية لا تزال حديثة, لكننا سنحارب لنغير الفكرة, سيكتشف الناس هنا أن الرياضيين لهم ما يكفي من المصداقية».
ويرى الناقد الصحافي لطفي العماري، أن حضور المبدعين في المجلس التأسيسي من شأنه أن ينتج دستورا «معطرا بالإبداع، وأن لا يكون جافا».
ويشاركه الواعر في الرأي، معتبرا أن حضور المبدعين في مختلف القطاعات مهم، لأنه سيمثل إضافة نوعية، مستشهدا على ذلك بعدة أمثلة، منها رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، واللاعب الليبيري، جورج وياه.

وستتمثل مهمة المجلس التأسيسي الذي سيبلغ عدد أعضائه 218، في صياغة دستور جديد للبلاد. ومن بين نجوم الكرة المترشحين للانتخابات، فوزي البنزرتي، مدرب منتخب تونس سابقا، كمرشح مستقل، ولاعب النجم الساحلي، صابر بن فرج، والمنجي بحر، رئيس نادي حمام الأنف عن حزب المبادرة، إضافة إلى اللاعب ياسين بوشعالة في صفاقس.
وإضافة إلى عدد من نجوم كرة القدم، ترشحت المخرجة الشهيرة سلمى بكار، للمشاركة في الانتخابات المقبلة عن القطب الحداثي، وترى بكار أن العمل السياسي حق لكل مواطن يريد أن يخدم بلاده. وتضيف: «طيلة أكثر من 50 عاما كانوا يخيفوننا بالسياسة, لكن السياسة حق للجميع، وآن الأوان لنغير الفكرة السائدة بأن العمل السياسي حكر على فئة دون أخرى».
وانتقد إعلاميون ترشح وجوه رياضية لانتخابات المجلس التأسيسي، قائلين إنهم يفتقرون للمصداقية والتاريخ النضالي.
وقال الصحافي عبد القادر المشري: «إنهم انتهازيون.. لم نر سابقا لاعبي كرة القدم يقومون باحتجاج للمطالبة بالحريات, إنهم لا يحتجون إلا على رواتبهم.. إنهم يريدون أن يشتروا تاريخا نضاليا الآن».
ويشارك أكثر من 100 حزب بقوائم في مختلف جهات البلاد. لكن اللافت أن الأحزاب الجديدة أو المقربة من النظام السابق، هي التي استعانت بوجوه رياضية.
وتواجه فئات واسعة من التونسيين حيرة الاختيار، في ظل تكاثر عدد الأحزاب السياسية التي بلغ عددها 107 أحزاب، تأسس أغلبها بعد الثورة.
وتعول بعض الأحزاب القديمة على تاريخها النضالي، بينما تسعى أحزاب جديدة إلى تعويض ذلك بضخ مبالغ مالية طائلة على حملاتها الدعائية، والاستعانة بوجوه معروفة، أو أعضاء بحزب التجمع الحاكم سابقا، الذي تم حله بموجب حكم قضائي هذا العام.
ويقول ملاحظون إن الأحزاب الجديدة تسعى لكسب قاعدة جماهيرية واسعة، من خلال الاستعانة بوجوه معروفة على رأس قوائمها لضمان الفوز.
ويقول الصحافي عبد السلام الزبيدي: «هذه الوجوه الرياضية هي لعبة بيد أحزاب سياسية تسعى لكسب ود الناخبين.. إنهم يلعبون بهم».
وانتخابات المجلس التأسيسي هي أول تجربة ديمقراطية في تونس منذ الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، في 14 يناير (كانون الثاني)، وتثير تفاصيل هذه الانتخابات، بما فيها من مشاركة رياضيين، جدلا واسعا بين نخب البلاد المنقسمة أصلا.
ويرى الواعر أن هذا الجدل لا مبرر له سوى الخوف من جماهيرية ومصداقية لاعبي كرة القدم المترشحين.
ومن جهته، يرى المنجي بحر، رئيس نادي حمام الأنف، أن خبرة الرياضيين في التعامل مع الجماهير قد تكون مفيدة في العمل السياسي، ويقول إن كل الفئات يجب أن تشارك في صياغة الدستور الجديد.