الاثنين، 5 سبتمبر 2011

قياديّ مُستقيل من “التقدّمي”: مجموعات مالية تجمعية تنفذت بالحزب


قدّم القيادي بالديمقراطي التقدمي وعضو مكتبه السياسي الدكتور مهدي مبروك إستقالته من الحزب في رسالته أرادها “تقييما لتجربته السياسية” صلب التقدمي.

وعزا مبروك استقالته إلى عدة أسباب ساقها تباعا في نصّ مطوّل اطلع (المشهد التونسيّ) على نسخة منه.

ويقول المهدي مبروك وهو أستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية في بيان استقالته إنّ الحزب شهد بعد ثورة 14 جانفي مناخا متسما بالضبابية والغموض و افتقاد الشفافية.

وقال: “بدأت مواقف الحزب صادمة أحيانا مرتجلة أحيانا أخرى و لكن الثابت انها لم تدرس في هياكل الحزب. (الموقف من الدخول إلى الحكومة ، من حل التجمع ، من القصبة واحد و القصبة اثنين ، من تحالف 18 اكتوبر و حكومة باجي قائد السبسي و التحالفات المقبلة).

وقال مبروك الذي التحق بالتقدمي عام 1999 عندما كان يسمّى (التجمع الاشتراكي التقدمي): “لقد تنفذت بعد الثورة مجموعات مالية تكنوقراطية البعض منها كان ينتمي الى التجمع الدستوري الديموقراطي وانضمت بموجب التوسعة التي شهدها الحزب بعد الثورة الى المكتب السياسي ،الهيئة تنفيذية و اللجنة المركزية وتم استبعاد تدريجي لبعض المناضلين الأوائل الذين قبضوا على الجمر و امنوا استمرار الخط النضالي للحزب زمن المخلوع بن علي . و كانت أكثر المجموعات تضررا الجامعيون فبحكم تكوينهم و أخلاقهم لم يحذقوا لعبة الاصطفاف”.

ويكشف مبروك المحسوب على شقّ “الاسلاميين التقدميين” صلب الديمقراطي التقدمي، في بيان استقالته، وجود مقاييس غير واضحة أثناء اعداد القائمات المرشحة لأنتخابات المجلس التاسيسي.

وقال: “أثناء إعداد قائمات مرشحي الحزب الى المجلس التأسيسي تبنى الحزب مقاييس غامضة تتراوح بين الوفاق تارة و بين التصويت تارة أخرى في مناخ من الصراع المرير على المواقع و التحالفات و الشلل و التملق و كان ذلك على حساب الأخلاق النضالية و برزت ثقافة التزكية و المناشدة و العشائرية غيرها و باسم مساواتية توفر الحظوظ للقدامي و الجدد. يتساوى من دفع من عمره و دمه و ماله و جهده طوال عقود مع من لم يدخل الحزب أصلا. و ترأست قائمات الحزب في بعض الدوائر الانتخابية شخصيات لا علاقة لها بالحزب استطاعت بنفوذها ان تحجز مقاعد في القائمات”.

ويرى مبروك أن تلك الاسباب وغيرها تجعله يستقيل من الحزب الذي ناضل صلبه خلال “سنوات الجمر” على حدّ تعبيره وأضاف: “نظرا لجسامة تلك التحفظات و للتباين الشاسع مع الخيارات و التوجهات التي يقدم الحزب الديموقراطي التقدمي على تبنيها حاليا و نكثه للميثاق الأدبي الذي علي أسسه انتميت ذات يوم و مع تقديري للمناضلين الذين قاسمتهم ماء و ملحا و عرقا و دما فأنني اقدم استقالتي راجيا للحزب التوفيق”.

ولم يصدر تعليق عن الحزب الديمقراطي التقدمي عن استقالة أحد ابرز قياداته إلى حدّ كتابة هذه الاسطر.

يشار أنّ “التقدمي” يشهد منذ الرابع عشر من جانفي تاريخ هروب بن علي إلى السعودية إستقالات عدد من كوادره وشبابه، إلا أنّ قيادة التقدمي عادة ما تقلل من أهمية تلك الاستقالات وتحمل الاعلام مسؤولية التركيز على الاستقالات وتجنب التركيز على المئات من المنخرطين الجدد الذين التحقوا بالتقدمي بعد سقوط نظام بن علي.