الاثنين، 5 سبتمبر 2011

ضابط سابق بالموساد يكشف: بورقيبة عرض على “اسرائيل” الاعتراف بها


نقلت جريدة الأخبار اللبنانيّة عن صحيفة “هآرتس” الاسرائيليّة شهادة مثيرة  لضابط «موساد» إسرائيلي سابق. وقد جاء فيها انّ الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة قد بادر للاتّصال بالصهاينة اثر نكسة 67 عارضًا عليهم الإعتراف بدولتهم وبالتوسّط بينهم وبين بقيّة العرب. كما كشف الضابط السابق عن وجود مخطّط سريّ هدَّف الى تفتيت سوريا ولبنان وتحويلها الى دويلات متناحرة. وهذه بعض مقتطفات من المقال المذكور:
كشَف أفرايم مارون، الذي بلغ التسعين من العمر، في مذكّراته، تفاصيل عن عمل الموساد في خمسينيات القرن الماضي وستينياته. وقد أشار إلى أن الرئيس التونسي الأسبق، الحبيب بورقيبة، اتّصل بالإسرائيلين بعد نكسة 67 وعرض عليهم الاعتراف بدولتهم والقيام بدور الوساطة بين إسرائيل والعرب. ويقول مارون: «بعد حرب عام 67 وهزيمة العرب، دخل ممثّل عن بورقيبة السفارة الإسرائيلية في روما وطلب مقابلة مسؤولي السفارة، إلا أن ضبّاط الموساد أشاروا إلى مسؤولي السفارة بتحديد موعد لليوم التالي للتحقق من هويته )الضيف فلسطيني مهجر من منطقة القدس، لجأ مع عائلته إلى تونس بعد النكبة، ويعدّ من المقربين من بورقيبة) ».وحسب ضابط الاستخبارات، قال ممثل بورقيبة للإسرائيليين، إن تونس توصلت إلى استنتاج بعد الحرب بأنه لا يمكن إخضاع إسرائيل بالقوة، وهي على استعداد للتفاوض مع إسرائيل. إلا أن مارون أكد أن الأمر لم يلق أي اهتمام لدى المسؤولين الإسرائيليين، ولم يتلق مسؤولو السفارة أي رد على العرض التونسي.تبين أن
ويقول مارون: «بعد فترة قصيرة، زار رئيس الموساد، مئير عاميت، إيطاليا، فحدثته عن الرجل التونسي والرسالة التي حملها، واستخفاف المسؤولين السياسيين بالأمر، فرد قائلاً: لا تستغرب، لا يوجد من تتحدث معه، هم جميعاً في نشوة النصر، ولا أحد يفكر للمدى البعيد»

خطّة لتفتيت لبنان وسوريا

من جهة أخرى، يروي رجل الموساد، قضية اختفاء وثيقة إسرائيلية سرية باسم «وثيقة ليفي»، في الخمسينيات، تتضمن خططاً لتفكيك لبنان وسوريا وتفتيتهما إلى دويلات صغيرة متصارعة، وعقد تحالفات مع بعضها.
ويقول رجل الموساد إن إسرائيل لم تعلق على فحوى الخطة التي نشرت حينذاك في الصحيفة الهندية الناطقة باللغة الإنكليزية، ونشرت ترجمتها صحيفة سورية معروفة، لكن بعدما عرضت على المسؤولين الأمنيين في إحدى جلساتهم، انبرى يوفال نئمان، المسؤول في الاستخبارات العسكرية «أمان»، مذعوراً، وقال: «هذه الخطة التي أعددتها كلمة بكلمة».

ويوضح مارون أن نئمان أعد الخطة وصنفها بـ«سرية للغاية» وأطلق عليها اسم «ملف ليفي»، وطبع منها 11 نسخة، وبعد التسريب كلفه الموساد بالتحقيق في تسريب الوثيقة. ويقول مارون إنه نجح في الوصول إلى 10 وثائق، وخلص إلى أن الوثيقة الحادية عشرة اختفت من وزارة الأمن.

وبحسب مارون، حامت شبهات التسريب حول يسرائيل بار، وهو ضابط رفيع المستوى، في قوات الاحتياط، وشغل منصباً رفيع المستوى في غرفة العمليات التابعة للجيش الإسرائيلي خلال احتلال فلسطين عام 1948. ويشير مارون إلى أن بار اعتقل عام 61 بتهمة التجسس لمصلحة الاتحاد السوفياتي، وأبدى استعداداً للتعاون مع محققي الشاباك بعدما عرضوا عليه الوثيقة، لكنه توفي في السجن من دون أن يعترف بالتسريب.